Tuesday, May 14, 2019

بالخير حياتك غير

 
هلّ علينا أجمل وأعظم شهور السنة، شهرٌ تُفتح فيه أبواب الجنات، وتُضاعف فيه الحسنات وتُجاب فيه الدعوات، وتُرفْع فيه الدرجات، وتُغفْر فيه السيئات. شهرٌ نتسابق فيه للعبادة من صيام وقيام وتلاوة القرآن وصدقات وصلة الأرحام.
وقد تجلّت فائدة الصيام في قوله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [البقرة:183]، فالتقوى هي طاعة الله ورسوله بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه محبةً ورغبةً ورهبةً وإخلاصاً لله عز وجل. والصيام مدرسةٌ ربانيةٌ تُعلِّمنا الخشوع لله تعالى، وتذكّرنا بعظيم نعم الله علينا. في الصيام تهذيب للنفس عن طريق اكتساب الخصال الحميدة كالصبر والتسامح وفعل الخير، وتغيير العادات السيئة والامتناع عن ارتكاب المعاصي.
فلنستغل شهر رمضان في الحفاظ على بيئة إيمانية تربوية مليئة بوصفات إيمانية وسلوكية لنا ولأبنائنا. حيث ستشكل هذه البيئة شخصية أبنائنا وتنشئهم التنشئة الصالحة، أساسها تقوى الله وطاعته منذ الصغر وتعليمهم أركان الدين وأحكامه وآدابه والقيم والأخلاق الحسنة. والحرص على تعزيز صلة الأبناء بالقرآن، عن طريق تفسير معاني السور وشرح القصص التي وردت به، والاستماع لحلقات الذكر سواء كانت بالمسجد أو المدرسة أو حتى وسائل التواصل الإجتماعي، مما يساعد في بناء جيلٍ واعٍ ملتزم بدينه، ويساعده في التعرّف على تعاليم الدين الإسلاميّ بمرحلة مبكّرة من حياته ويكون القرآن منهاجاً لحياته في الكبر. فحلقات حفظ القرآن أعانت أبنائي على زيادة قاموسهم اللفظي وتحسين مخارج الحروف وقراءة اللغة العربية قراءة صحيحة.
حرصت منذ صغر سن أبنائي على غرس حب الصلاة والصيام والصدقة فيهم من خلال أساليب وطرق بسيطة تترك أثراً كبيراً وقيّماً في نفوسهم وتعزز قيمة فعل الخير والمشاركة. فأهديتهم وأهديت أصدقاءهم مجموعة رمضانياتي التعليمية والترفيهية تحتوي على كتيّب رمضاني يومي وملصقات رمضانية، فانوس وبطاقة تهنئة وصندوق التبرع. وأحرص على أن نذهب معاً إلى الجمعية الخيرية لاستخراج الزكاة واختيار المشاريع والمبادرات الخيرية.
كما شاركنا في عدد من الفعاليات الرمضانية كإفطار صائم في مدينة مشيرب وتوزيع الماء والتمر مع Ooredoo في الكورنيش، وحرصنا على إحياء العادات والتقاليد بإقامة الفعاليات التي تبعث البهجة والسرور في نفوسهم كزيارة الأهل وتهنئتهم ومشاهدة مدفع الإفطار عند جامع الإمام مسجد محمد بن عبد الوهاب والاحتفال بالقرنقعوه.
تعد لمّة الأسرة على مائدة الإفطار من أهم خصائل شهر رمضان روعة وحميمية، وتسعى إلى تقوية أواصر العلاقات الأسرية وسيادة المودة والرحمة في المنزل. فليعاونك أبناؤك في تجهيز طاولة الفطور وانتقاء الأطباق التي سيتم تقديمها، وتزيين المنزل بزينة رمضان. كما يستمتع أبنائي بإعلانات رمضان والتي تحمل بعضها على معاني جميلة وقيم نبيلة.
أخر البيالة: اللهم هيئ قلوبنا لرمضان: فرحاً لقدومه، تقديراً لفضله، حباً لعبادتك. اللهم بلغنا رمضان بلوغاً يُغير حالنا إلى أحسنه، بلوغ رحمة ومغفرة وعتق من النار. اللهم مثل ما أهليته علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، أختمه علينا بالرحمة والمغفرة يا أرحم الراحمين. اللهم أعنّا على صيامه وقيامه وأذقنا فيه من حلاوة ذكرك بتوفيقك يارب العالمين.