امنحوهم الحرية في
التعبير عن أنفسهم ومواهبهم، لا تبنوا لابداعاتهم سقفاً يحدهم من التحليق في سماء
الخيال. وفروا لهم بيئة عملية مبتكرة تشجعهم على الانطلاق والاكتشاف.
فالإبداع يعد نوعاً
من التفوق العقلي، أو القدرة العقلية المركبة من عدد من القدرات كالطلاقة والمرونة
والأصالة والتأليف. كماهو أفكار جديدة مبتكرة ومتصلة بحل مشكلات معينة أو تجميع
وإعادة تركيب الأنماط المعرفية في إشكال فريدة.
والجدير بالذكر أن هناك
فرق ما بين الإبداع والذكاء، فالذكاء عبارة عن القدرة على إيجاد إجابة صحيحة واحدة
لكل سؤال، بينما الإبداع هو القدرة على إيجاد إجابات جديدة غير مألوف قابل للتطبيق لمشكلات
مختلفة، والطفل المبدع ليس بالضرورة أن يكون طفلاًذكياً.
تكتسب شخصية الطفل قوامها
وانسجامها وتتضح عناصر التفكير لديه في السنوات المبكرة من حياته، وتلعب الأسرة والمدرسة
والمجتمع دوراً كبيراً في تشكيل هذه الشخصية والتفكير الابداعي عن طريق التعرف على
ما يمتلكه الطفل من قدرات وتوظيفها في أعمال وأفكار ابداعية. حيث تعد الأسرة النبع الذي يتلقى الطفل من خلاله الخبرات والأساليب
المعرفية التي تنعكس على تشكيل هويته الإبداعية ونمو قدراته ومواهبه.وتأتي المدرسة لتشكيل
البناء المعرفي والوعي الإدراكي لديه، لما تقدمه من منبهات بيئية تعكس خبرات جديدة
وثرية، وعلى كلا البيئتين تشجيع الطفل على التفكير وحب الاستطلاع والاكتشاف من
خلال إتباع أساليب تربوية وتعلمية متنوعة من حيث أسلوب العرض والإلقاء والمناقشة
والتفكير والتساؤل بشكل يساعد على إعمال العقل والحس الابداعي لدى الأطفال. لذا
فإنه من المهم اكتشاف الأسرة والمدرسة للإبداع عند الطفل مبكراً، لأهمية دعمه
ورعايته وتشجيعه وتنميته، والحذر من إحباطه وإعاقته.
ويتسم الطفل المبدع بالاستقلالية والاكتفاء
الذاتي، حيث يعتمد على نفسه في عملياته الإبداعية والحكم عليها، كما يتسم بالمرونة
والسلاسة في الانتقال من موقف لأخر وكيفية استجابته لكل موقف.
ومن معوقات الابتكار
والإبداع النظام التربوي والتعليمي الموجه نحو النجاح فقط والذي يعتمد على الحفظ
والتحصيل والتعامل مع المعلومات التي تقدم للطفل على أنها مسلمات لا يمكن نقاشها.
بالإضافة إلى الاعتقاد بأن الفن موهبة يتميز بها بعض الأشخاص عن البعض الآخر.هذا
إلى جانب التركيز على نواحي الضعف لدى الطفل والاستهزاء بأفكاره ومحاولاته الابداعية وتأنيبه
وعدم تشجيعه على التعلم والاستكشاف وإبداء الرأي وتعزيز خبرات النجاح مما يؤدي إلى
عدم ثقته بذاته وزرع الخوف والخجل نتيجة خبرات الفشل المتكررة، وعدم إعطاء الطفل
الفرصة للقيادة والتخطيط وتعويده على الاعتماد على الآخرين والتبعية لهم.
أخر البيالة: اطلقوا العنان لابداعات
أبنائكم .. شجعوهم على خوض تجاربهم بأنفسهم .. وليعتمدوا على قدراتهم الشخصية ..
وعدم الخوف من تكرار المحاولة خصوصاً بعد الفشل ...
إهداء من المعلمة هند العنزي مشروع معا لجيل مبدع http://t.co/X2H4MF4j
ReplyDeleteمشروع ممتاز يحتاج للتعميم