Wednesday, July 29, 2020

اكتشف قطر – هل يمكن أن تكون سياحتي في قطر ضمن امكاناتي المادية؟



جميعنا يتطلع إلى قضاء إجازته في الراحة والاستجمام والترفيه عن النفس بما يتناسب مع قدرته المادية سواء بنفسه أو مع أهله أو أصدقائه. حيث أن كثيراً منا كان يفضل قضاء إجازته خارج الدولة لعدة أسباب ومنها المناخ خصوصاً في فصل الصيف، غلاء أسعار المرافق السياحية والفعاليات الترفيهية، الزحمة بسبب عدم ملائمة القدرة الاستيعابية للموقع مع طبيعة الفعالية المقامة، أو أن السياحة المحلية لا ترتقي إلى المستوى الذي يجعلنا نتطلع لأن نقضي إجازتنا في الدولة مقارنة مع السياحة في الخارج. 



ومع رفع القيود التدريجية، سيتسنى لنا الآن ممارسة أنشطتنا اليومية والترفيهية وأهمها الاستجمام والاسترخاء بجوار شاطئ البحر وبرك السباحة وممارسة الرياضة في الأندية والحدائق العامة، إضافة إلى الاستمتاع بعروض الفنادق والمطاعم والمجمعات التجارية وغيرها. 

ومن الملاحظ سعي المجلس الوطني للسياحة المتواضع في تطوير القطاع السياحي واستقطاب المستثمرين لتعزيز من تنوع المنتجات السياحية لتلائم جميع أفراد المجتمع وتناسب جميع الأذواق، سواء كانت هذه المنتجات دائمة أو موسمية وتوزيعها على جميع مناطق الدولة. 

ولعل أحدث هذه المرافق: المنتجعات السياحية والصحية التي تعد ملاذًا منعزلاً مليئاً بوسائل الترفيه لتكون وجهة للرفاهية والاستجمام وبيئة مفعمة بالاسترخاء والاستمتاع بالخدمات التي تقدمها كالمطاعم المتميزة والنوادي الصحية ومراكز للياقة البدنية والرياضات البحرية والنشاطات الرياضية، وحمامات السباحة الخاصة والعامة وبعضها لديه واجهة بحرية وشاطئ خاص. كمنتجع سلوى الذي افتتح جزئياً مؤخراً في جنوب الدولة، ومنتجع زلال الذي سيتم افتتاحه قريباً شمال الدولة، ومن قبلهم منتجع المسيلة وجزيرة البنانا ومنتجع سميسمة وغيرها. 

لكن الملاحظ على الرغم من وجود عدد جيد من هذه المنتجعات وعدد لا يحصى من الاستراحات، إلا أن سعر الليلة الواحدة فيها مبالغ فيها وغير مبرر ولا يتناسب مع إمكانيات الكثير من فئات المجتمع. خصوصاً في الوقت الحالي عندما تكون الخدمات والمرافق المتوفرة في هذه المنتجعات مغلقة بسبب عدم جاهزيتها أو الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا. فعندما يحجز الفرد ليلة في غرفة أو شاليه فإنه يدفع المبلغ كامل لتغيير غرفة نومه فقط دون الاستمتاع بالمرافق والخدمات الموجودة. 

وإن كان القصد من توفير هذه المنتجعات لفئة معينة من المجتمع، لما لا يتم استثمار الشواطئ النائية في إقامة مشاريع سياحية ترفيهية اقتصادية لبقية فئات المجتمع. فقطر تمتلك شواطئ طويلة وجميلة إضافة إلى مواقع فائقة الجمال ومعالم متميزة ذات مقومات رائعة لم يتم استغلالها سياحياً وترفيهياً لترتقي إلى المستوى الذي يشجع المواطن والمقيم على السياحة الداخلية وعيش تجربة متكاملة فريدة من نوعها مليئة بالترفيه والتشويق والراحة والاستجمام. فمن حقنا جميعاً مواطنين ومقيمين (أفراد وأسر) أن نستمع بالمرافق الترفيهية والمنتجعات السياحية لفترات زمنية قصيرة أو طويلة دون أن تتأثر الميزانية المالية. فأنا لست ضد أن يكون هناك مستويات متفاوتة في تقديم الخدمات على أن تناسب جميع طبقات المجتمع، إلا أنني ضد التمييز والاستغلال المادي لحاجة المجتمع للترفيه والاستجمام. 

فليس معنى كثرة الطلب وعدم وجود شاغر لشهور مع قلة الموجود رفع السعر وعلينا أن نتقبله. على الجهات المختصة مراجعة هذه الأسعار والعمل على تخفيضها لصالح المستهلك المحلي بالدرجة الأولى إلى جانب العمل على توفير خيارات أخرى تناسب الجميع. 

أخر البيالة: ستدرك في وقت متأخر أن معظم المعارك التي خضتها لم تكن سوى أحداث هامشية أشغلتك عن الاستمتاع بحياتك الحقيقية. جدد أفكارك وأحلامك وذاتك لتتجدد نظرتك للحياة. ولا تتجاهل أن السعادة شعور شخصي يمكن أن تأتي من أشياء صغيرة ومعنوية لاتخطر على بال معظمنا! لذلك أخلق لنفسك عادات شخصية تضمن ديمومة الفرح واستمراره معك طوال العمر .. #نظرية_الفستق

Monday, July 20, 2020

اكتشف قطر – قطر خضراء


بعد افتتاح الحدائق العامة أمام الجمهور في إطار الرفع التدريجي للقيود والاجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد19)، استطاع العديد من المواطنين والمقيمين من ممارسة الرياضة بعد انقطاع شهور.

وأجمل ما أستمتع به شخصياً في فصل الشتاء هو ارتياد الحدائق العامة، وقضاء وقت عائلي جميل مع أسرتي وأصدقائي في التنزه والاسترخاء واللعب في الأجواء الشتوية الرائعة والمناظر الطبيعية وممراسة الرياضة. حيث لا تخلو مناطق الدولة من وجود عدد كبير من هذه الحدائق والمتنزهات والمسطحات الخضراء وخصوصاً على امتداد شارع الكورنيش، حيث تعد هذه الحدائق المتنفس الترفيهي والرياضي لكل أفراد العائلة باختلاف أعمارهم ومؤهلة بكل مايحتاجون إليه لتنمية قدراتهم ومواهبهم وتلبية اهتماماتهم المختلفة من مساحات خضراء للراحة والاستجمام وأماكن للشواء ومسارات للمشي وملاعب لكرة القدم وكرة السلة والتنس لممارسة الهوايات إلى جانب أماكن اللعب للأطفال، حتى أن في بعض الحدائق أماكن لرياضة التزلج وركوب الدراجات. والأجمل أن تستضيف هذه الحدائق والمتنزهات عدد من الفعاليات والمهرجانات والفعاليات المتنوعة على مدار العام.

ولعل أشهر هذه الحدائق هي حديقة أسباير، التي يفضلها أبنائي بالرغم من بعدها عن منزلنا. حيث تعتبر الحديقة من أكبر الحدائق على مستوى دولة قطر، وتمنح جميع مرتاديها الخدمات الأساسية والخيارات الترفيهية المتنوعة لتعزيز نمط حياة صحي ورياضي من خلال مجموعة من الأنشطة الممتعة، منها الأشجار الخضراء التي تم جلبها من مختلف دول العالم، ومسارات صُممت لرياضة المشي أو الركض، وملاعب مخصصة لجميع فئات المجتمع. إضافة إلى بحيرة أسباير التي تستضيف عدد من المهرجانات الرائعة ورياضة التجديف، ومطاعم ومقاهي تناسب جميع الأذواق.

كما نستمتع بقضاء فترة العصر في منتصف الأسبوع بعد الانتهاء من المدرسة في حديقة البدع أو حديقة المتحف الإسلامي لركوب الدرجات الهوائية ولعب صياد حرامي والاستمتاع بمنظر الكورنيش وقت الغروب. وقد افتخر أبنائي بزيارة حديقة الهتمي لحملهم نفس اسم العائلة، وهي من الحدائق السكنية الكبيرة المخصصة للعائلات.
وعن نفسي، فأفضل ممارسة رياضة المشي في حديقة دحل الحمام، لكونها حديقة عائلية هادئة ومناسبة جداً لممارسة الرياضة بأجواء ربيعية منعشة خارج أسوار المنزل. بالرغم من حاجتها إلى صيانة وتجديد لمسارات المشي ومنطقة الألعاب والخدمات المتوفرة فيها كالمقاهي ودورات المياه. وفي بعض الأحيان بعد الانتهاء من التسوق في جمعية الميرة استمتع برياضة المشي في حديقة مدينة خليفة الجنوبية رغم صغر حجمها. ويسعدني رؤية سكان المنطقة خصوصاً كبار السن في هذه الحديقة يتبادلون أطراف الحديث في الجلسات المظللة والأطفال يلعبون ويمرحون في منطقة الألعاب.

وأتطلع إلى زيارة الحديقة الصحراوية بمنطقة الشحانية، حتى نتعرف أنا وأبنائي على البيئة القطرية، من خلال الاطلاع على أنواع من أشجار ونباتات المعروفة في قطر مثل الغاف والسمر والسدر والعوسج والقرط، وحيوانات البيئة الصحراوية مثل المها والغزلان والريم. فهذا النوع من الحدائق النوعية يؤدي دوراً تثقيفياً وتوعوياً مهماً في عالم الحدائق النباتية. ومثلها الحديقة القرآنية في مؤسسة قطر، التي تضم كل أنواع النباتات المذكورة في القرآن الكريم والحديث الشريف وتهدف إلى شرح أهميتها والمصطلحات المرتبطة بها، ومبادئ الحفاظ عليها وكيفية استخدامها.

وقد أولت الدولة اهتماماً واسعاً في زيادة الرقعة الخضراء في مختلف المناطق وتشييد الحدائق منتزهات جديدة ورعايتها وصيانتها لتكون جزءاً من المشهد البيئي الجمالي، ولتساهم في الحفاظ على البيئة من التلوث والتصحّر. إلا أنه من المحزن إغلاق إثنان من أهم حدائق الدولة بالنسبة لي وهما حديقة المنتزة (روضة الخيل) وحديقة الحيوان بغرض إعادة تأهيلهم وتطويرهم وإمدادهم بكافة الخدمات والمرافق العامة.

فحديقة المنتزة مغلقة أمام أهالي المنطقة لأكثر من عشرين عاماً، ونتسائل عن سبب إهمالها غموض عدم تطويرها لحد الآن. حيث تعتبر هذه الحديقة من أكبر وأقدم الحدائق العائلية بالدوحة ذات الموقع المميز، ولها معزّة خاصة في قلوب جميع المواطنين والمقيمين خاصة النساء والأطفال.

أما حديقة الحيوان التي قدمت للشعب القطري 
أجمل الذكريات العائلية لمدة 29 سنة. بتصميمها الفريد ومساحتها الشاسعة، واحتوائها على أكثر من 1500 نوع من الحيوانات والطيور من كافة أنحاء العالم، إضافة إلى رحلة القطار وعرض الفيلة ومدينة الألعاب ومنظر الشلالات والنهر وغيرها الكثير من الذكريات الجميلة. لقد كانت من أفضل الحدائق على مستوى الوطن العربي، وأبرز المعالم الترفيهية والسياحية لأفراد الأسرة في الأعياد والعطلات. 
ومنذ أيام مررت بموقع الحديقة ولا يوجد أي دلائل على بدء مشروع التطوير. ولا يزال الغموض ماإذا سيتم الدء به أم سيكون طي الكتمان. إننا نطالب بتوضيح من الجهات المعنية عن أسباب التأخير وهل سيتم إعادة إتتاحها لتكون معلماً ترفيهياً وتعليمياً لأبتاء قطر وزائريها. وعلى الرغم من نقل عدد من حيوانات الحديقة إلى حدائق ومحميات ومرافق أخرى. إلا أن لحديقة الحيوان معزة خاصة في قلوبنا.

أخر البيالة: تأكد أنه خلف كل تعب هناك راحة بلا حدود. ووراء كل حزن سينتظرك فرح كبير. ووراء كل هم هناك فرج عظيم. (إن مع العسر يسرا). فاركب قوارب الأمل لتبحر نحو مستقبل مشرق فالحزن لا يغير من الواقع شيئاً لكن الابتسامة تفتح واقعاً جديداً.