Monday, July 20, 2020

اكتشف قطر – قطر خضراء


بعد افتتاح الحدائق العامة أمام الجمهور في إطار الرفع التدريجي للقيود والاجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد19)، استطاع العديد من المواطنين والمقيمين من ممارسة الرياضة بعد انقطاع شهور.

وأجمل ما أستمتع به شخصياً في فصل الشتاء هو ارتياد الحدائق العامة، وقضاء وقت عائلي جميل مع أسرتي وأصدقائي في التنزه والاسترخاء واللعب في الأجواء الشتوية الرائعة والمناظر الطبيعية وممراسة الرياضة. حيث لا تخلو مناطق الدولة من وجود عدد كبير من هذه الحدائق والمتنزهات والمسطحات الخضراء وخصوصاً على امتداد شارع الكورنيش، حيث تعد هذه الحدائق المتنفس الترفيهي والرياضي لكل أفراد العائلة باختلاف أعمارهم ومؤهلة بكل مايحتاجون إليه لتنمية قدراتهم ومواهبهم وتلبية اهتماماتهم المختلفة من مساحات خضراء للراحة والاستجمام وأماكن للشواء ومسارات للمشي وملاعب لكرة القدم وكرة السلة والتنس لممارسة الهوايات إلى جانب أماكن اللعب للأطفال، حتى أن في بعض الحدائق أماكن لرياضة التزلج وركوب الدراجات. والأجمل أن تستضيف هذه الحدائق والمتنزهات عدد من الفعاليات والمهرجانات والفعاليات المتنوعة على مدار العام.

ولعل أشهر هذه الحدائق هي حديقة أسباير، التي يفضلها أبنائي بالرغم من بعدها عن منزلنا. حيث تعتبر الحديقة من أكبر الحدائق على مستوى دولة قطر، وتمنح جميع مرتاديها الخدمات الأساسية والخيارات الترفيهية المتنوعة لتعزيز نمط حياة صحي ورياضي من خلال مجموعة من الأنشطة الممتعة، منها الأشجار الخضراء التي تم جلبها من مختلف دول العالم، ومسارات صُممت لرياضة المشي أو الركض، وملاعب مخصصة لجميع فئات المجتمع. إضافة إلى بحيرة أسباير التي تستضيف عدد من المهرجانات الرائعة ورياضة التجديف، ومطاعم ومقاهي تناسب جميع الأذواق.

كما نستمتع بقضاء فترة العصر في منتصف الأسبوع بعد الانتهاء من المدرسة في حديقة البدع أو حديقة المتحف الإسلامي لركوب الدرجات الهوائية ولعب صياد حرامي والاستمتاع بمنظر الكورنيش وقت الغروب. وقد افتخر أبنائي بزيارة حديقة الهتمي لحملهم نفس اسم العائلة، وهي من الحدائق السكنية الكبيرة المخصصة للعائلات.
وعن نفسي، فأفضل ممارسة رياضة المشي في حديقة دحل الحمام، لكونها حديقة عائلية هادئة ومناسبة جداً لممارسة الرياضة بأجواء ربيعية منعشة خارج أسوار المنزل. بالرغم من حاجتها إلى صيانة وتجديد لمسارات المشي ومنطقة الألعاب والخدمات المتوفرة فيها كالمقاهي ودورات المياه. وفي بعض الأحيان بعد الانتهاء من التسوق في جمعية الميرة استمتع برياضة المشي في حديقة مدينة خليفة الجنوبية رغم صغر حجمها. ويسعدني رؤية سكان المنطقة خصوصاً كبار السن في هذه الحديقة يتبادلون أطراف الحديث في الجلسات المظللة والأطفال يلعبون ويمرحون في منطقة الألعاب.

وأتطلع إلى زيارة الحديقة الصحراوية بمنطقة الشحانية، حتى نتعرف أنا وأبنائي على البيئة القطرية، من خلال الاطلاع على أنواع من أشجار ونباتات المعروفة في قطر مثل الغاف والسمر والسدر والعوسج والقرط، وحيوانات البيئة الصحراوية مثل المها والغزلان والريم. فهذا النوع من الحدائق النوعية يؤدي دوراً تثقيفياً وتوعوياً مهماً في عالم الحدائق النباتية. ومثلها الحديقة القرآنية في مؤسسة قطر، التي تضم كل أنواع النباتات المذكورة في القرآن الكريم والحديث الشريف وتهدف إلى شرح أهميتها والمصطلحات المرتبطة بها، ومبادئ الحفاظ عليها وكيفية استخدامها.

وقد أولت الدولة اهتماماً واسعاً في زيادة الرقعة الخضراء في مختلف المناطق وتشييد الحدائق منتزهات جديدة ورعايتها وصيانتها لتكون جزءاً من المشهد البيئي الجمالي، ولتساهم في الحفاظ على البيئة من التلوث والتصحّر. إلا أنه من المحزن إغلاق إثنان من أهم حدائق الدولة بالنسبة لي وهما حديقة المنتزة (روضة الخيل) وحديقة الحيوان بغرض إعادة تأهيلهم وتطويرهم وإمدادهم بكافة الخدمات والمرافق العامة.

فحديقة المنتزة مغلقة أمام أهالي المنطقة لأكثر من عشرين عاماً، ونتسائل عن سبب إهمالها غموض عدم تطويرها لحد الآن. حيث تعتبر هذه الحديقة من أكبر وأقدم الحدائق العائلية بالدوحة ذات الموقع المميز، ولها معزّة خاصة في قلوب جميع المواطنين والمقيمين خاصة النساء والأطفال.

أما حديقة الحيوان التي قدمت للشعب القطري 
أجمل الذكريات العائلية لمدة 29 سنة. بتصميمها الفريد ومساحتها الشاسعة، واحتوائها على أكثر من 1500 نوع من الحيوانات والطيور من كافة أنحاء العالم، إضافة إلى رحلة القطار وعرض الفيلة ومدينة الألعاب ومنظر الشلالات والنهر وغيرها الكثير من الذكريات الجميلة. لقد كانت من أفضل الحدائق على مستوى الوطن العربي، وأبرز المعالم الترفيهية والسياحية لأفراد الأسرة في الأعياد والعطلات. 
ومنذ أيام مررت بموقع الحديقة ولا يوجد أي دلائل على بدء مشروع التطوير. ولا يزال الغموض ماإذا سيتم الدء به أم سيكون طي الكتمان. إننا نطالب بتوضيح من الجهات المعنية عن أسباب التأخير وهل سيتم إعادة إتتاحها لتكون معلماً ترفيهياً وتعليمياً لأبتاء قطر وزائريها. وعلى الرغم من نقل عدد من حيوانات الحديقة إلى حدائق ومحميات ومرافق أخرى. إلا أن لحديقة الحيوان معزة خاصة في قلوبنا.

أخر البيالة: تأكد أنه خلف كل تعب هناك راحة بلا حدود. ووراء كل حزن سينتظرك فرح كبير. ووراء كل هم هناك فرج عظيم. (إن مع العسر يسرا). فاركب قوارب الأمل لتبحر نحو مستقبل مشرق فالحزن لا يغير من الواقع شيئاً لكن الابتسامة تفتح واقعاً جديداً.

No comments:

Post a Comment