Wednesday, February 5, 2014

لـيــش أقــرأ؟؟


عبارة مهمة في عصر باتت التكنولوجيا الرقمية هي جل ما نتحدث عنه ونتواصل من خلاله ونقتني أحدثه. ليش أقرأ واكتب؟ وفي يد أطفالنا ألواح إلكترونية تغني عن القلم والكتاب. لماذا ونحن أمة (إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم).


فبقدر مانقرأ وننوع من قراءاتنا بقدر مانحفز عقولنا على التطوير والتنمية واكتساب مهارات جديدة ومرونة ذهنية وفكرية، وتكسبنا خبرات إنسانية متنوعة وتثري ثقافتنا وتوسع من مداركنا وقدراتنا، كما ترتقي من حصيلتنا اللغوية والمعرفية، وتنمي من مخيلتنا. إذ تعد القراءة من أولى وأهم مصادر العلم والمعرفة، لذلك فإنني أحرص على القراءة اليومية من قصص وروايات إلى جانب القرآن الكريم، وأشجع أبنائي على ذلك.


ومنذ اختيار الدوحة كعاصمة للثقافة العربية عام 2010، فقد حرصت الدولة على استضافة العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية لدعم الابداع الفكري والثقافي وتنشيط المبادرات الخلاقة وتنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري ومن ضمنها القراءة، حيث نرى العديد من الحملات والمبادرات التي تهدف إلى التشجيع على القراءة وربط الأفراد وخصوصاً الأطفال بالكتاب، ومن أهمها: حملة ليش أقرأ؟ التي تقوم بها تيدإكس للشباب بالتعاون مع بلومبزري للنشر والتي تهدف إلى التفاعل مع الشباب القراء بطريقة أقل رسمية من نوادي الكتاب وورش العمل، وتوفر لهم الساحة الافتراضية للقيام بذلك. والمكتبة المتنقلة (ألوان) بتنظيم من المركز الثقافي للطفولة الداعمة للمشروع الوطني لتنمية القراءة وانطلاقة لمرحلة جديدة تحفز الأطفال وتشجعهم على ارتياد المكتبات. مبادرة تنوين بتنظيم من فريق شبابي قطري يدعو للقراءة بطريقة تفاعلية ويقيم ورش عملية وإلكترونية. مبادرة مكتبة تهدف لربط الأطفال بالكتب عن طريق المتعة والإلهام، والحملة الوطنية للقراءة (برنامج إثراء المكتبات) والتي تهدف من خلال الترويج للقراء إلى تزويد الطفل بالأدوات اللازمة للتفوق.


ومهما اختلفت المسميات وتنوعت المبادرات إلا أن جميعها تهدف إلى تكوين قاعدة ثقافية أدبية مزدهرة في قطر أساسها الأطفال، لتغرس في نفوسهم حب العلم والاطلاع والقراءة، وتشجع فضولهم عن طريق البحث والابتكار، وتشبع إبداعاتهم في التعبير الأدبي والفني، وأنه لا حدود لتطلعاتهم وعطاءهم واكتشافاتهم، كما تهدف إلى ربط الطفل وعائلته بالكتاب وعلى ارتياد المكتبات والفعاليات المتنوعة ذات العلاقة.


فمن الملاحظ أن من أسباب ضعف إقبال الناس على القراءة عموماً والمكتبات خصوصاً هي تسارع وتيرة الحياة وقلة الوقت، عدم الاهتمام بالتثقيف الذاتي وعدم جعل القراءة والمطالعة من الأولويات، هذا إلى جانب اعتماد الكثير على الانترنت والصحف للقراءة والحصول على المعلومة.


لذا نتطلع أن تتكاثف جهود الأسرة والمجلس الأعلى للتعليم ووزارة الثقافة وجميع الجهات ذات العلاقه لعقد أنشطة وفعاليات متنوعة غير تقليدية تحبب الجميع على القراءة كالتي عقدت مؤخراً في معرض الدوحة الدولي الكتاب، وأن يتم تخصيص مكتبة صغيرة في كل منطقة الدولة أو تعميم تجربة المكتبة المتنقلة (ألوان)، واستحداث أليات وتطبيقات إلكترونية تروج وتدعم الكتاب العربي على غرار الكتاب الأجنبي.


حيث يعد معرض الكتاب السنوي مهرجاناً يُعنى بالثقافة والعلوم والأدب والفنون، بكل مايحويه من كتب وإصدارات في جميع المجالات، وفعاليات وأنشطة ثقافية وأدبية وأمسيات شعرية وورش عمل ومسابقات متجددة ومتنوعة، كما يعد ملتقاً للكتاب والأدباء للتحاور والنقاش، ومركز للتعريف بالمبدعين القطريين والعرب وانتاجاتهم، وفرصة لتجديد وإثراء المكتبة المنزلية والمدرسية. وفي نسخته الأخيرة، أحدث نقلة نوعية متميزة عن الأعوام السابقة ونجح باستقطاب عدداً كبيراً من دور النشر والمكتبات التي تميزت بما قدمته للجمهور، وفعاليات نظمت لأول مرة ومن ضمنها ورش عمل قام من خلالها الأطفال بتأليف ورسم قصص وصنع شخصياتها ليتم نشرها وتوزيعها على مستوى العالم، واستقطاب شخصيات مهمة تقوم برواية القصص للأطفال.


فمهرجان الطفل المصاحبة للمعرض ألقى الضوء على الاتجاهات الحديثة في عالم كتاب الطفل بطريقة إبداعية وتطبيقية وتنفيذها لتنمية عادة القراءة بالعالم، وتساهم في تكوين شخصيته وحصيلته اللغوية وجعل اللغة العربية لغة حية حاضنة للهوية، والاسهام في النهوض بها وحمايتها واستخدامها بشكل سليم في جميع نواحي الحياة العملية والشخصية.


فجميع الجهود الرامية إلى المساهمة في النهوض باللغة العربية عن طريق اتقانها ونطقا وكتابة، والحفاظ على الثوابت والمرجعيات الوطنية وتنمية مهارات البحث والابتكار، جهود صغيرة في الاتجاه الصحيح، نطمح في قطف ثمارها اليانعه في المستقبل القريب.


أخر البيالة: نقرأ لنبدع معاً .. القراءة حياة

مقالات ذات الصلة:
جريدة الراية - لماذا.. ميزان القراءة يتخلخل في مجتمعاتنا