Tuesday, March 18, 2014

صـحـتي، مـعـدتي ومـوضـة التكميم

انتشرت مؤخراً موضة التكميم (قص المعدة) بشكل واسع في أواسط الذين يريدون التخسيس بشكل سريع ودون جهد بعدما كان مقتصراً فقط على أصحاب السمنة المفرطة. العملية التي أجراها العديد ممن أعرفهم سواءاً كانوا بحاجة لها أم لا، والكثير منهم يريدونني أن أجريها، إلا أنني غير مقتنعة بحاجتي لها على الرغم من أنني من صاحبات الوزن الثقيل.

حيث أنني مقتنعة بأن عملية إنقاص الوزن والمحافظة على الوزن المثالي ماهو إلا إتباع أسلوب حياة صحي متوازن بكل معانيه من الالتزام بالغذاء الصحي معتدل يفي باحتياجات الجسم اليومية مقرون بنشاط بدني مناسب.

فلو عملنا مقارنة بين عملية التكميم وعملية إنقاص الوزن دون تدخل جراحي، لوجدنا أنهما متشابهتان باختلاف واحد وهو فترة إنقاص الوزن، فكلا العمليتين تتطلبان الأكل بكميات بسيطة تفي باحتياجات الجسم اليومية ورياضة، إلا أن العملية التكميم ماهي إلا طريق مختصر وحل سريع.

وعن نفسي أستطيع أن أأكل باعتدال ومع رياضة يومية لمدة ساعة أو أكثر والنتيجة صغر حجم المعدة ونقص في الوزن دون الحاجة لألام المشرط والحرمان المفروض علي. فمن الأمثلة التي أحتذي بها الحديث النبوي: "ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"، وقول طبيب العرب (الحارث بن كلدة): "المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء"، وأخيراً: في الحركة بركة.


وبالرغم من أن نسبة السمنة والأمراض المزمنة المصاحبة لها قد وصلت لأرقام خيالية في دولة قطر، إلا أننا نرى أن مبادرات الحكومة في تطبيق مفهوم المجتعات المعززة للصحة تعتمد على مشاركة وتضافر كافة الجهات ذات العلاقة لغرس قيم ومفاهيم الوعي الصحي وزيادة ممارسة النشاط البدني لدى فئات المجتمع بمشاركة العائلة والمجتمع، وإنشاء جيل يتمتع بصحة بدنية ونفسية  وذهنية جيدة قادرة على التغلب العقبات والضغوط النفسية واليومية مما يؤثر إيجاباً على صحة المجتمع الاقتصادية والاجتماعية. إلى جانب وضع خطط واستراتيجيات مهمة لمواجهة مخاطر سوء التغذية وقلة النشاط البدني والوقاية من الأمراض المزمنة واكتساب نمط حياة صحي ونشط، سيقضي على هذه الموضة الجارفة.

أخر البيالة: بادر بتغيير أسلوب حياتك لتكون صحية، شد الهمّة فالصحة مهمة.





مقالات ذات الصلة:
الشرق - هوس عمليات التكميم - الجازي الهاجري 

Monday, March 3, 2014

الــحــمــالي

" .. من حقي بعد العمل الشاق الراحة .. وقد زاد إنحناء ظهري وبياض شعري .. " فيلم قصير مدته أقل من 6 دقائق من إخراج القطرية أمل المفتاح، يحكي قصة ثلاثة أشخاص يعملون حمالية في سوق واقف. برودكاست انتشر سريعا خلال الاسبوع الماضي ليشاهده قرابة 80 ألف مشاهد محلياً وعربياً. 

فيلم بسيط جداً إلا أنه يحمل في طياته معان عميقة، حركت أحاسيس كل من شاهده، وجعلهم يعيدون التفكير والنظر في هذه الفئة من المجتمع، الذين نراهم يومياً إلا أننا لا نعلم عن حياتهم وظروفهم شيئاً. قامت المخرجة أمل بعمل إنساني فريد من نوعه، سجل معاناة عمرها عشرات السنين لحمالي سوق واقف، الذين ينقلون بعرباتهم المتواضعه بضائع الزبائن مقابل حفنة ريالات قليلة يدفع منها لحاجاته الأساسية من إيجار المسكن ومأكل ومشرب، ومايتبقى يرسلها لأسرته وأسرة أبناءه.

تحدثوا في الفيلم عن معاناتهم وهمومهم والمهن التي امتهنوها منذ قدومهم من بلاد فارس، وقد خارت قواهم وأثقل الوهن والفقر كاهلهم، حيث تصعب المهنة مع كبر السن الحمالي وعدم تحمل جسده الذي بدأ يهزل هذه الأوزان والمسافات التي تتطلب قوة وقدرة على الوقوف لساعات طويلة أو المشي لمسافات طويلة. يعانون بصمت، ويتقبلون ماتجود به أنفسنا بحمد وشكر، وهو أمر قد يستغفله العديد من زبائن السوق.


أخر البيالة: قد نراهم حماليين، إلا أنهم بشر كباراً في السن، مر بهم الزمن ولعبت بهم الأقدار، وعلى وجوههم وإنحنائات ظهورهم قصصهم المريرة، وعلى الرغم من ذلك صابرون حامدون شاكرون، وابتسامتهم لاتفارقهم أبداً. اللهم خفف عليهم عناء المشقة والتعب.


وشكر خاص للمخرجة على الفيلم، وفي انتظار المزيد. وهذا هو رابط الفيديو: الحمالي