انتشرت مؤخراً موضة التكميم (قص المعدة) بشكل واسع في أواسط الذين يريدون
التخسيس بشكل سريع ودون جهد بعدما كان مقتصراً فقط على أصحاب السمنة المفرطة.
العملية التي أجراها العديد ممن أعرفهم سواءاً كانوا بحاجة لها أم لا، والكثير منهم
يريدونني أن أجريها، إلا أنني غير مقتنعة بحاجتي لها على الرغم من أنني من صاحبات
الوزن الثقيل.
حيث أنني مقتنعة بأن عملية إنقاص الوزن والمحافظة على
الوزن المثالي ماهو إلا إتباع أسلوب حياة صحي متوازن بكل معانيه من الالتزام
بالغذاء الصحي معتدل يفي باحتياجات الجسم اليومية مقرون بنشاط بدني مناسب.
فلو عملنا مقارنة بين عملية التكميم وعملية إنقاص الوزن دون
تدخل جراحي، لوجدنا أنهما متشابهتان باختلاف واحد وهو فترة إنقاص الوزن، فكلا
العمليتين تتطلبان الأكل بكميات بسيطة تفي باحتياجات الجسم اليومية ورياضة، إلا أن
العملية التكميم ماهي إلا طريق مختصر وحل سريع.
وعن نفسي أستطيع أن أأكل باعتدال ومع رياضة يومية لمدة
ساعة أو أكثر والنتيجة صغر حجم المعدة ونقص في الوزن دون الحاجة لألام المشرط
والحرمان المفروض علي. فمن الأمثلة التي أحتذي بها الحديث النبوي: "ما ملأ
ابن آدم وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث
لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"، وقول طبيب العرب (الحارث بن كلدة): "المعدة
بيت الداء والحمية رأس الدواء"، وأخيراً: في الحركة بركة.
وبالرغم من أن
نسبة السمنة والأمراض المزمنة المصاحبة لها قد وصلت لأرقام خيالية في دولة قطر،
إلا أننا نرى أن مبادرات الحكومة في تطبيق مفهوم المجتعات المعززة للصحة تعتمد على
مشاركة وتضافر كافة الجهات ذات العلاقة لغرس قيم ومفاهيم الوعي الصحي وزيادة
ممارسة النشاط البدني لدى فئات المجتمع بمشاركة العائلة والمجتمع، وإنشاء جيل
يتمتع بصحة بدنية ونفسية وذهنية جيدة
قادرة على التغلب العقبات والضغوط النفسية واليومية مما يؤثر إيجاباً على صحة
المجتمع الاقتصادية والاجتماعية. إلى جانب وضع خطط واستراتيجيات مهمة لمواجهة
مخاطر سوء التغذية وقلة النشاط البدني والوقاية من الأمراض المزمنة واكتساب نمط
حياة صحي ونشط، سيقضي على هذه الموضة الجارفة.
أخر البيالة: بادر بتغيير أسلوب حياتك لتكون صحية، شد الهمّة فالصحة مهمة.
مقالات ذات الصلة:
الشرق - هوس عمليات التكميم - الجازي الهاجري