Saturday, July 22, 2017

لهم العالم ولنا تميم


شاهدنا الخطاب التاريخي الذي ألقاه سيدي صاحب السمو الشيخ تميم مساء الأمس، شاهدنا وقلوبنا مفعمة بالأمل خطاباً من أمير المجد لشعبه الوفي من مواطنين ومقيمين. خاطبنا تميم المجد بعقله ووجدانه فتأججت مشاعرنا حباً وترابطاً، وزادت أرواحنا وطنيةً وولاءً فجددنا له المبايعة على السمعة والطاعة، حنا جنودك يا تميم.

خطاب تميم المجد يمثلني ويمثل كل قطري ومقيم على هذه الأرض الكريمة. أنا قطري أنا تميم وافتخر بعزومي وبهمتي وأمجادي وأخلاقي. والدليل على ذلك انتشرت جداريات تميم المجد عفوية في كل أرجاء الدولة، وخرج لها المواطنين والمقيمين بمختلف أعمارهم ليعبروا عن ولائهم وتضامنهم. وتزينّا بالأعلام وصور الأمير، وتغنّينا بشيلات الوطن، ورسمنا بأناملنا لوحات وجداريات البسمة التي رسمتها دولة قطر أميراً وحكومةّ وشعباّ، بسمةً ملؤها الحلم والأمل والعطاء. بسمةً تضامن وتكاتف خيبت آمال كل من راهن على سقوطنا وتأثرنا بالأزمة.

في ظروف الأزمة التي يمر بها وطننا، خاطبنا الأمير خطاب العقل والوجدان، معرباً عن اعتزازه وفخره بأخلاق كل من يعيش على أرض الوطن وعزته وكرامته وشهامته وإنسانيته في مواجهة الأزمة وتبعاتها، فنحن شعب لا نزال راقين في تعاملنا، ثابتين على مبادئنا، شامخين في قيمنا. خطابه عبارة عن محاضرة أخلاقية وتثقيفية مدّتنا بالقوة والثبات في مواجهة الصعاب دفاعاً عن وطننا وسيادته، ومدتنا بالأمل لغدٍ مشرق ومستقبلٍ باهر.

#معاّ_لدعم_المنتجات_الوطنيه

كشفت لنا الأزمة مكامن قوتنا ووحدتنا وإرادتنا، وعلى ثبات اقتصادنا وقوته ومدى جدوى استثماراته المحلية والخارجية، فقد أدارت الحكومة بقيادتها ووزاراتها ومؤسساتها الأزمة بحكمة وكفاءة وقامت بتنويع مصادر الدخل والاستيراد لتوفير كافة احتياجات شعبها بحيث لم يشعروا بالفرق في حياتهم اليومية. وتعاملت مع الأوضاع بروية وعقلانية وتصميم، قادرة على تشييد صرح استقلالنا الاقتصادي وقامت بحماية أمننا الوطني بتعزيز علاقاتنا الثنائية مع الدول المجاورة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

وقد ناشد أميرنا في خطابه بأن قطر بحاجة لكل مواطن ومقيم في بناء اقتصادها وحماية أمنها والاستمرار على نهج المبادئ والقيم وأعراف نراعيها حتى في زمن الخلاف والصراع. فنحن الآن في مرحلة تحقيق أهداف عملية وواقعية، أهداف تتسم بالإبداع والتفكير المستقل والمبادرات البنّاءة والاهتمام بالتحصيل العلمي في الاختصاصات كافة، والاعتماد على النفس ومحاربة الاتكالية، أهداف تعتمد على المثابرة والحماس والوعي والروح الوطنية التي أظهرها القطريون في هذه الأزمة.

فالأزمة أتاحت لنا فرصاً للتنمية والبناء وسدّ النواقص وتصحيح الأخطاء على نهج الحكمة «رب ضارة نافعة» والتي تتوافق مع الآية الكريمة (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) والآية الكريمة (وفي السماء رزقكم وما توعدون). فقد انتهج الشعب القطري والحكومة من قبله بدعم المنتجات الوطنية سواء كانت منتجات صناعية أو زراعية أو حيوانية، لما تتسم به من جودة عالية وسعر تنافسي، وتشجيعها لإنتاج المزيد لتحقيق الاكتفاء الذاتي بالإضافة إلى تطوير ساحات وآليات لتسويق المنتج محلياً وخارجياً وخدمة المستهلك، والسعي في المستقبل القريب إلى التصدير.

وأكبر مثالين لذلك هما ما تقوم به جمعية الميرة بجميع فروعها باعتبارها أكبر صالة تسويق للمنتجات الوطنية، والمزروعة لما توفره للمواطن والمقيم من تجربة ممتعة في التسوق في الهواء الطلق وبما توفره من منتجات وطنية طازجة ومتنوعة.

وعلى الرغم من الألم والمعاناة والمرارة التي سببتها الأزمة على المستوى السياسي والاجتماعي، أظهر لنا أميرنا الثقة في النفس وقمة الرقي والتواضع والاعتزاز بالشعب والتحلي بمكارم الأخلاق العربية الأصيلة، وفوق كل شيء لم ينسى أشقائنا الفلسطينيين وما يعانونه وأنه مستمر على نهج التضامن والوحدة والدعم اللامحدود.

أخر البيالة: تعلمنا منه الأخلاق فتعاملنا مع الأزمة بالعقل. تعلمنا منه الهدوء فصبرنا على الأزمة وتبعاتها. تعلمنا منه القوة فاتحدنا كلنا من صغيرنا إلى شيخنا. تعلمنا منه الحكمة فهزمناهم وكسبنا العالم.

فقطر اليوم أقوى، وشعبها أكثر وعياً وولاءً وتكاتفاً. وبالرغم من صغر حجمها، إلا أنها كبيرة بأفعالها ومواقفها وأخلاقها. وإن كان الوطن في عينهم أرض، إلا الوطن في قلوبنا شعب وأمير.

** اللوحات بريشة الفنانه لينا العالي