استمتع أبنائي بمسرحية بائعة الكعك الغنائية، والتي استعرضت
قصة شيّقة عن وردة إبنة الخبّاز صاحبة محل الكعك وتعيش في قرية الحلوين مع
الساحرات الثلاث الطامعات بقلادتها السحرية، بأسلوب استعراضي ممتع لتغرس
القيّم والمبادئ الإنسانية في نفوس الأطفال، وتشجعهم على التفكير بمعانيها وكيفية
تطبيقها في حياتهم.
فبالرغم من
الأداء المتميّز للممثلين في تقمّص شخصيات القصة، وإبداع كلُّ من المخرج والمؤلف في توفير
عناصر الجذب والإبهار في الألحان الموسيقية والديكورات والمؤثرات الصوتية والبصرية.
إلا أنني أعتب على المخرج بعنصر النص المسجّل. فإن ما يميز المسرح عن الفيلم السينمائي
هو عنصر التفاعل بين الممثل وجمهوره.
لم تكن المسرحية
الأولى التي نحضرها، حيث حضرنا عدد من المسرحيات في دولة الكويت، وبالتأكيد لن
تكون الأخيرة. فإبنتي شيخة من عشّاق المسرح وتشارك دوماً في المسرحيات المدرسية وتبرع
في جميع الأدوار التي مثلّتها، وسيكون لها مستقبل باهر في مجال التمثيل. فهناك
صحوة في الأعمال المسرحية بشتى مجالاتها والتي تلامس المجتمع وقضاياه المعاصرة بقالب
درامي متوازن أو كوميدي هادف.
فأرى أنه من
المهم الاهتمام بمسرح الطفل والسعي إلى تطويره بما يتناسب مع اهتمامات وطموحات هذا
الجيل، ويحترم عقل الطفل ويناقش واقعه بأسلوب مبتكر. مما يقوي العلاقة بين الطفل
والمسرح، لما يقوم به المسرح من تنمية مهارات الطفل الإبداعية والفكرية وينمي
مواهبه وخياله وتعزز ثقته بنفسه. على أن يحوي النص المسرحي على مواضيع جميلة ممتعة
تدعم اللغة العربية وتحوي على وسائل علمية وثقافية مقتبسة من المناهج التعليمية وسلوكيات
تربوية مقتبسة من الدين الإسلامي والتراث القطري بهدف غرس القيم والأخلاق النبيلة
والمحافظة على الهوية والثقافة الوطنية، وتنمي مدارك الأطفال وحصيلتهم العلمية
والمعرفية في قالب قصصي مشوّق وممتع.
فمن أهم المبادرات
التي يجب تعميمها على جميع المدارس هي (فعالية عيالنا على المسرح) الخاصة بالمدارس
الابتدائية وبتنظيم من مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة والرياضة. ستساهم هذه المبادرة في
تفجير طاقة الطلاب الإبداعية وتعزز قدراتهم ومواهبهم وتفتح آفاقاً جديدة أمامهم. كما ستفعّل الحركة
المسرحية بصورة أعمق من خلال الاعتماد في مهمة التأليف والإخراج على المشرفين المسرحيين من داخل
المدارس.
ومبادرة (مسرح
الدمى) الذي بدأ مركز شؤون المسرح بتقديمه في المدارس والفعاليات المقامة في جميع
أنحاء الدولة للخروج من القوالب الكلاسيكية للمسرح وإيجاد منظومة جديدة في عالم
الطفل، وخلق ديناميكية تفاعلية بين الممثل والجمهور. إضافة إلى إيصال الرسائل
التربوية والأخلاقية والعملية بطريقة ممتعة وبسيطة تجذب الطفل وتحاكي خياله. فما
يميّز مسرح الدمى هو قدرته على التنقل من مكان لآخر وسهولة وصوله للجمهور
المستهدف.
أخر البيالة:
الناس يجيئون إلى المسرح ليروا الممثلين، في حين أن الأطفال في ألعابهم هم ممثلون
ومشاهدون في آنٍ واحد
.