كم هو جميل أن أستيقظ لأشاهد منظر شروق الشمس على سطح مياه
الخليج الصافية، واستمع إلى تغريدة العصافير في الصباح، وأمواج البحر الهادئة
ورمال الشاطئ الذهبية تداعب أصابعي. المنظر يأسر الأنفاس، فللبحر سحرٌ جذّاب يجدد
فيني الطاقة الإيجابية ويخفف من ضغوط الحياة والعمل.
عطلة نهاية الأسبوع المثالية بالنسبة لي عبارة عن: قضاء وقت
ممتع مع عائلتي. المشي على شاطئ البحر وجمع الأصداف. الاستمتاع بقراءة كتاب مع
منظر لانعكاس أشعة الشمس على مياه البحر. والجلسات العائلية الجميلة مع كوب من
الكرك أو حليب بالشكولاتة حول ألسنة النار
الدافئة في الليالي الشتوية والنجوم تتلألأ في السماء.
منذ الصغر ونحن نقصد شاطئ رأس لفّان لقضاء نهاية أسبوع
عائلية، نستمتع بالرياضات البحرية صيفاً، والرياضات البريّة شتاءاً. فلنا ذكريات
جميلة ومغامرات ممتعة في الشاليه الخاص، ومنتجع سيلين وشاطئ فويرط والشواطئ
التابعة للفنادق. وحرصنا أن يستمتع أبنائنا بهذا العرف العائلي وأن يكوّن ذكرياته
بنفسه. وأصبح لكل منهم هوايته ونشاطه المفضل، فجميعهم يحب السباحة ولعب الكرة أو
لعبة صيّاد حرامي، وركوب الدرجات النارية. إضافة إلى اللعب بالرمل وبناء القلاع
الرملية وحفر الخنادق المائية. ومنهم من يحب صيد السمك سواء على الشاطئ أو عالمركب
وصيد القباقب. ومنهم من يحب تصليح ماوجب تصليحه من دراجات أو مراكب وغيرها.
ننهل من فوائد البحر ورماله لما تحويه من عناصر مفيدة للجسم
تعالج الأمراض الجلدية والجروح، تنشط الدورة الدموية وتنقي الجهاز التنفسي وتقوي
الجهاز المناعي. إضافة إلى اكتساب فيتامين دال من أشعة الشمس، التخفيف من التوتر
والاجهاد النفسي، والتخلص من الشحنات السلبية التي امتصها الجسم من الأجهزة
الإلكترونية.
تمتلك قطر مجموعة من أجمل الشواطئ على الإطلاق باعتبارها
شبه جزيرة، مؤهلة لأن تكون وجهات سياحية ورياضية متميزة باعتبارها الوجهة المفضلة
والمتنفس الحيوي لجميع المواطنين والمقيمين، خصوصاً في فصل الصيف. جيث يتجه العديد
من الأفراد والعائلات إلى شواطئ البحر لقضاء أوقات جميلة مليئة بالفرح والترفيه
والمغامرة، والاستمتاع بالفعاليات البحرية والشاطئية كالسباحة وركوب الدرجات
البحرية وصيد الأسماك واللعب بالرمال.
وعلى الرغم من وجود عدد كبير من الفنادق والمنتجعات ذات
الشواطئ المتميزة وتتمتع بوسائل الترفيه والاستجمام وخدمات متنوعة تتميز بعنصر
التجديد والابتكار، إلا أن وزارة البلدية والبيئة تحرص على تأهيل وصيانة الشواطئ القطرية
وجعلها أبرز الوجهات السياحية الترفيهية بالدولة، كإضافة نوعية لتعزيز عناصر
التجربة السياحية الداخلية وتطوير وتنويع مرافق الشواطئ الترفيهية والخدمية بما
يتناسب مع تطلعات الشعب القطري والمقيم.
فقد عملت الوزارة على تجهيز وافتتاح 9 شواطئ لاستقبال الأفراد
والعائلات طيلة أيام الأسبوع. حيث خصصت 5 شواطئ للعائلات في الوكرة وسميسمة
والفركية والذخيرة والخرايج، و4 شواطئ للعامة في الغارية وفويرط ودخان وسيلين. تم
تزويد بعض هذه الشواطئ بالخدمات العامة مثل المصليات ودورات المياه ومظلات للجلوس
وحاويات النفايات، إضافة إلى المرافق الترفيهية مثل ممرات لرياضة المشي، ومناطق
لألعاب الأطفال، ومناطق للشوي. ويتمنى العديد من روّاد شاطئ
البحر تعميم هذه الخدمات على جميع شواطئ الدولة وتوفير المزيد منها.
وتحرص إدارة النظافة على مراقبة هذه الشواطئ وإقامة حملات
النظافة من المخالفات البيئية بشكلٍ مستمر وإصدار أي مخالفات بيئية إن تطلب الأمر،
ووضع لوحات إرشادية لتوعية المخيمين ومرتادي الشواطئ بأهمية المحفاظة على النظافة
العامة وسلامة البيئة المحيطة وعدم الإضرار بالحياة البرية أو البحرية. إضافة إلى توفير
حاويات القمامة على امتداد شاطئ البحر. فالمرافق العامة ملك الجميع، والحفاظ عليها
مسؤولية الجميع، فأتمنى من جميع مرتادي البحر الحفاظ نظافة الشاطئ والحفاظ على
ثروة قطر البرية والبحرية لتظل إرثاً حياً للأجيال القادمة.
وبالرغم من كل هذه الجهود من قبل الدولة في توفير هذه الشواطئ لتكون من أهم الأماكن السياحية العامة التي يرتادها المواطنين والمقيمين، يؤسفني ويحزني أن أقرأ في وسائل التواصل الاجتماعي عن حالات الغرق التي تحدث في هذه الشواطئ لفئات عمرية مختلفة بسبب عدم الإلمام بالسباحة أو بسبب التيارات البحرية. فأتمنى من أولياء الأمور الأخذ على عاتقهم مسؤولية مراقبة أبنائهم عند دخول البحر وتعليم أنفسهم وأبنائهم كيفية السباحة.
أخر البيالة: عندما تمتلك روحاً جميلة فأنت ترى كل شيء
جميل، وعندما تمتلك نفساً راضية سترضى ولو بالقليل، هكذا هي القناعة. ستجد دائماً
سبباً للسعادة، فقط تأمل حياتك واقنع بما رزقت.