أحب الاحتفاظ ببعض
الأشياء القديمة كرسائل الأصدقاء، بطاقات التهنئة، ومقالاتي وأشعاري القديمة. بها
استرجع ذكرياتي الجميلة، وكيف تطورت أفكاري وكيف نمت مواهبي.
شدّني الملف الذي
جمعت فيه مقالاتي القديمة التي كتبتها بأسماء مستعارة عندما كنت في جامعة قطر تخصص
إعلام وعلاقات عامة، تنوعت مابين خواطر ووجهات نظر ونقد. لم تكن عشرين عاماً
مستمرة في الكتابة، إلا أنها رحلة ممتعة ولازلت مشوّقة. فشغفي للكتابة والتعبير عن
رأيي وعمّا يجول في نفسي كان الدافع وراء استمراري.
غالباً ما نكتب
لنكتب، لأننا نحب ذاتنا أكثر حين ننحي فوق الورق الأبيض، نملأه بما نرغب من حروف
وكلمات وأفكار. - محمود درويش
انضممت لفترة لكتاب صحيفة الشرق وكان لدي عمود أسبوعي، ومن قبل تم نشر عدد من مقالاتي في صحيفة الوطن وصحيفة الراية. لقد كانت خبرة أستفدت منها كثيراً إلى أن قررت أن يكون لي مدونتي الخاصة أكتب فيها وقت ما أشاء وكيف ما أشاء.
انضممت لفترة لكتاب صحيفة الشرق وكان لدي عمود أسبوعي، ومن قبل تم نشر عدد من مقالاتي في صحيفة الوطن وصحيفة الراية. لقد كانت خبرة أستفدت منها كثيراً إلى أن قررت أن يكون لي مدونتي الخاصة أكتب فيها وقت ما أشاء وكيف ما أشاء.
لقد حددت أهداف
معينة لتنظيم حياتي: أسرتي تأتي أولاً، واحطت نفسي بأشخاص استمتع بصحبتهم ويؤثرون
علي إيجاباً ويدفعونني للمضي قدماً. جاورت من يفتحون في روحي نوافذ خضراء كل
مرة. حرصت على استمرارية التعلم لاكتساب مهارات وخبرات والسعي على تنميتها. حرصت
أيضاً على اختيار الكتب والمقالات التي أقرؤها بعناية، لأغرف من عين الأدب ملكات
التعبير وأساليب الكتابة ومفردات اللغة والقدرة الفكرية والخيالية. سعيت إلى
التعرف على ثقافات جديدة والسفر إلى بلدان مختلفة، والدخول في مغامرات وتجارب تثري
حياتي الشخصية والصحيّة والعملية، وفّرت لنفسي بيئة عملية مبتكرة تُشجعني على الانطلاق والاكتشاف وتساعدني على إخراج
طاقاتي وتنمية معرفتي ومواهبي وإبراز شخصيتي.
اللغة هي المفتاح لتعلم الثقافة، هي في
الواقع ليست طريقاً باتجاه واحد. ومهما كانت دوافعك لتعلم اللغة، فلتكن رحلتك هذه
لاستكشاف ثناياها وأدواتها الثرية.
طبّقت مقولة
غاندي: كن أنت
التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم، ولم أخف. تقبلت كل جديد في الحياة بطريقة
إيجابية ومفيدة. فنحن من يغذي روح العالم بطموحاتنا وأفكارنا ومواهبنا الابداعية
واختياراتنا. حيث أن الرياح لا تحرك الجبال، لكنها تلعب بالرمال وتشكلها كما تشاء
.. كن كالرياح في تشكيل مستقبلك وكن كالجبال في علو همتك..
فبعد هذا التغيير الذي أجريته في نمط
حياتي، اكتشفت شخصيتي من جديد لأطلق عنان قدراتي الكامنة وتعرّفت على قيمة
ماأملك. حيث أن أعظم التحولات
أتت من أصغر التغيرات. لاحظت أن أسلوب كتابتي وتعبيري عن أرائي قد تغير للأفضل. وتيّقنتُ أن تحقيق
الأهداف الصغيرة والأحلام البسيطة وجّهتني لتحقيق سلسلة من الإنجازات الكبيرة، مما
شجّعني على
المثابرة والاستمرار. فالفشل ليس عند الخسارة إنّما الفشل عند الانسحاب. فلم أبني لابداعي
سقفاً يحدّني من التحليق في سماء الخيال.
ومع وجود وسائل
التواصل الاجتماعي، حرصتُ على تكوين شبكة من المتابعين الذين يشاركونني نفس
الأهداف والأفكار والهوايات. نتنافس لتقديم الأفضل لأنفسنا ووطننا. نعزّز معاً القيم
الإيجابية والعادات الصحية في المجتمع. ننمّي ملكات الفكر والعلم عبر التحاور والنقد
البنّاء، ونتناقش في الآراء والقضايا التي تهمّنا والكتب والمقالات التي نقرأها
والفنون التي نراها أو نسمعها والأنشطة والفعاليات التي نحضرها. وإن اختلفنا في
الآراء فهو لا يعني
أننا مختلفون في كل شئ. كما يقول المثل (الاختلاف في الرأي لا يفسد
للودّ قضية). إن اختلاف الآراء وحسن المناقشة والاستماع ثقافة لا يتقنها الجميع.
وأن أناقة اللسان هي ترجمة لأناقة الفكر، كما قالوا (عند الحوار لا ترفع صوتك
بل أرفع مستوى كلماتك).
أخر البيالة: حين أنصحك، فلا
تأخذ عني صورة أنني مثالي. فأنا قد أنصحك لتكون أفضل مني وقد يعطيك الله إرادة
وقوة لتبلغ مالم أبلغه، النصح محبة وليس إثبات الأفضلية.