كم كان يسعدني زيارة يمه عايشة (جدتي رحمها الله) لاستمع إلى قصص أيام لول، وحكايات أبي عندما كان صغيراً. ومن أجمل الأوقات التي أقضيها مع أبنائي تلك التي أقضيها معهم في اللعب والتنزه وغيرها. واستمتع أن اجلس معهم لبعض الوقت قبل النوم ليلاً للتحدث عن كيفية قضائهم ليومهم أو قراءة القصص متمنية لهم ليلة سعيدة ونوماً هنيئاً.
ومن هذا المنطلق، وللسنة الثالثة على التوالي تطلب مني
إدارة مدرسة أكاديمية قطر مشيرب أن أكون مسؤولة عن ركن
القصص الشعبية في احتفالية المدرسة باليوم الوطني. وبناءاً على اقتراح بناتي، أقوم
بدور يديدة عايشة بلباسها التقليدي العباية والبطّولة في مجلسها الشعبي، تحازي
اليهال بالقصص الشعبية والحكايات الخيالية التي ارتبطت بالبر والبحر. تغمرني
الفرحة وأنا جالسة وسط الأطفال، وهم يستمعون لي باندهاش عندما أحكي لهم ويتفاعلون
معي عندما نغني معاً. وكم أود أن تكون هناك حلقات سرد القصص الشعبية للأطفال مع
كبار السن في مجلس عام بشكل دوري كما هو الحال مع جلسات قراءة الكتب التي تقوم بها
المكتبات العامة والخاصة ومبادرات القراءة.
فحكايات الأجداد والجدات منبع يغرف منه الأطفال والنشء
كل ماهو مهم ومفيد لحياتهم وومتع لخيالهم. حيث تعد القصص والأهازيج الشعبية جزء هام من تراث
الأمم وذاكرتها، وحصيلة ثقافتها ومعتقداتها وعاداتها وتجاربها. وهي حكايات تناقلت إلينا شفوياً بأسلوب واقعي بسيط وممتع. والجميل أننا قد نسمع أكثر من رواية لنفس الحكاية باختلاف الرواة مما يعطي نكهة جميلة للحكاية.
وتعددت موضوعاتها بين الحقيقة والأسطورة والخيال، تعبّر عن تفاعل الانسان مع البيئة الطبيعية والاجتماعية، والعلاقة المتناغمة بين الناس والحيوانات والجوانب المختلفة من الحياة اليومية للسكان. حيث قُدّر لنا أن نعيش في بيئة لها خصوصيتها، بيئة مزجت بين البر حياة البادية والبحر حياة الصيد والغوص والتجارة، مما أوجد نمطاً خاصاً من الثقافة ذات قيم وعادات إنسانية وهوية جامعة بين الأصالة والمعاصرة ومسيرة عطاء لا حدود لها.
وتعددت موضوعاتها بين الحقيقة والأسطورة والخيال، تعبّر عن تفاعل الانسان مع البيئة الطبيعية والاجتماعية، والعلاقة المتناغمة بين الناس والحيوانات والجوانب المختلفة من الحياة اليومية للسكان. حيث قُدّر لنا أن نعيش في بيئة لها خصوصيتها، بيئة مزجت بين البر حياة البادية والبحر حياة الصيد والغوص والتجارة، مما أوجد نمطاً خاصاً من الثقافة ذات قيم وعادات إنسانية وهوية جامعة بين الأصالة والمعاصرة ومسيرة عطاء لا حدود لها.
وقد بدأ مركز التراث الشعبي لدول الخليج بجمع تراث
الحكاية الشعبية والموروث الشعبي الأصيل بمجالاته المختلفة ليكون مرجعاً للأدب
والإنتاج الفني، ويوثّق مسيرة أعلام الموروث الشعبي ورحلتهم مع الأدب الشعبي
والحياة الاجتماعية لرواية ذكرياتهم وتضحياتهم. وبدأ عدد من المؤلفين الخليجين
بإعادة الحياة للقصص والحكايات الشعبية وتقديمها للأطفال في سلسلة قصصية تراثية
مشوقة وهادفة سلوكياً وأخلاقياً واجتماعياً وتربوياً. ويعد دور الإعلام
والتكنولوجيا والمسرح مهم جداً في خدمة التراث وتعزيز الهوية الثقافية والتراثية
ونشر القصص الشعبية.
أخر البيالة: إن القصص كالقطارات المتحركة، لا يهم من أين تركبها
لأنك ستصل إلى غايتك آجلاً أم عاجلاً على متنها .. خالد حسيني