تلعب المدرسة دور كبير في حياة الأطفال أكاديمياً وثقافياً وإجتماعياً من حيث تعلم أساسيات اللغة والعلوم والآداب واكتساب القيم والمبادئ والمهارات. ولهذا، لا تخلوا الجلسات العائلية أو وسائل التواصل الاجتماعي من استفسارات عن أفضل المدارس في منطقة معينة. ودائماً مايكون جوابي لهذا الاستفسار:
- اختيار النظام التعليمي المرغوب: سواء حكومي أو خاص، مدرسة خاصة أجنبية أو ثنائية اللغة، بريطاني أو أمريكي، مختلط أم منفصل.
- الموقع الجغرافي للمدرسة وقربها من المنزل أو مقر العمل لأحد الوالدين أو كليهما.
وضع لائحة بأسماء المدارس التي ينطبق عليها النقطتين السابقتين، ومن ثم النظر في المعايير التالية:
- مستوى المدرسة التعليمي والتربوي، والكادر التعليمي فيها، وتصميم مبانيها، وبيئتها الاجتماعية.
- زيارة موقع المدرسة الإلكتروني ومن ثم مبنى المدرسة والالتقاء بالكادر الإداري والتعليمي والتعرف على البرامج والأنشطة.
- تكاليف المدرسة، هل هي من ضمن ميزانية الأسرة؟ أم جهة العمل ستتكفل بكامل أو جزء من المبلغ؟
- أساليب التواصل والتعاون بين الكادر التعليمي وأولياء الأمور في متابعة مستوى الطالب وتحصيله التعليمي.
- وأخيراً الاستفسار من أولياء الأمور الذين يشاركون نفس الأفكار التربوية والتعليمية.
فمن الضروري أن يكون الطالب محور العملية التعليمية والتربوية، عبر تهيئة بيئة إيجابية وداعمة تُحفّز اهتمامه ورغباته في التعلّم والاكتشاف والابداع والابتكار. وإعداد برامج وأنشطة تعليمية متنوعة مبتكرة مبنية على تعاليم الدين الحنيف وقيم المجتمع، والممارسة والتجربة والبحث والتأمل، وغرس قيم الاستقلالية والثقة والوعي. لتنمي شخصيته وتلبي احتياجاته واهتماماته وتطور مهاراته وقدراته، وتطور مسؤوليته الشخصية نحو التعلم والمعرفة وحب الاستطلاع لتحقيق النجاح الشخصي، وامتلاك المؤهلات التي تمكنه من مواجهة التحديات وإحداث التغيير الإيجابي في مجتمعه. فالعلم ما نَفَع وليس ما حُفِظ.
ومن المهم ربط المناهج مع مجالات الحياة وقضاياها المختلفة واستخدام طرق تدريسية تطبيقية وعملية تثري حياة الطالب بالتجارب والخبرات والمهارات القيادية، وحثّه على أخذ زمام المبادرة وحب المعرفة وثقافة القراءة والاطلاع والعمل الجماعي بروح الفريق الواحد، تمكّنه من التواصل البنّاء مع المعلمين، والتنافس الإبداعي مع زملائه. كما يجب أن تخلّد هذه المناهج شخصيات قطر الريادية في جميع المجالات، الذين يمثلون ذاكرة الوطن وأساسه المتين، وشخصيات عربية وإسلامية ذات الاسهامات المهمة في تاريخ البشرية.
وتسعى عدد من المدارس إلى إضافة أنشطة وفعاليات تنمي هوايات ومهارات الطلاب وتواكب اهتماماتهم بما يخدم المنهج التعليمي. وتسعى إلى ديمومية هذه الأنشطة عبر توفير بيئة علمية إبداعية وجاذبة تمكن الطلاب من الابتكار والريادة بالأساليب والوسائل العلمية والفنية والتربوية. حيث تشمل هذه الهوايات والمهارات على البرمجة والعلوم الرقمية بما في ذلك الابتكار والتطوير العلمي والتقني والعولمة. التربية البدنية والتثقيف بأساسيات الصحة والتغذية السليمة. التدبير المنزلي (علوم إدارة المنزل). الفنون التشكيلية والموسيقية والحرف اليدوية. مهارات البحث، بما في ذلك صياغة الحجج والبراهين وعمل المقارنات، والتأكد من صحة المعلومات وترتيب أولوياتها. مهارات الإلقاء والتعبير الكتابي والاستماع الفعّال. فن إدارة الذات، بما فيها المهارات التنظيمية وإدارة الوقت وحرية التعبير عن الرأي واتخاذ القرار. الاستدامة وكيفية المحافظة على البيئة ومواردها، والتنمية البشرية والخدمات المجتمعية والعمل الجماعي.
آخر البيالة: ابحث عن المبدع بداخل ابنك واطلق له العنان. شجعه على الاعتماد على قدراته الشخصية في خوض تجاربه بنفسه وإبداء الرأي واتخاذ القرارات، وعدم الخوف من تكرار المحاولة والوقوع في الخطأ. فالتعليم هو الأداة الأكثر قوة لإطلاق قدرات الإنسان.