قرنقعوه قرقاعوه. عطونا الله يعطيكم. بيت مكة يوديكم. يامكة ياالمعمورة. ياأم السلاسل والذهب يانورة. عطونا من مال الله. يسلم لكم عبدالله. عطونا دحبة ميزان. يسلم لكم عزيزان. يابنية يا الحبابة. أبوج مشرع بابه. باب الكرم ماصكه. ولا حط له بوابة.
هكذا كانت قطر نهاية الأسبوع الماضي، احتفالات بليلة النصف من شهر رمضان عمّت جميع أنحاء الدولة، وتزينت البيوت بالإضاءات والفوانيس وعلت فيها الأهازيج والأغنيات. هي أحدى المناسبات الرمضانية التراثية المحبوبة لدى الأطفال الذين يقومون خلالها بالتنقل بين البيوت لجمع المكسرات والحلويات بمختلف أشكالها.
موروث شعبي انتقل من جيل إلى جيل في منطقة الخليج، وهي من المناسبات الاجتماعية التي يجتمع فيها الأهل في بيوتهم. يستقبلون القرنقعوه بالزينة ويقيمون الفعاليات والمسابقات وتوزيع المكسرات والحلويات تكريمًا للأطفال الذين صاموا الأسبوعين الماضيين من شهر رمضان، وتشجيعاً لهم على الاستمرار في صيام النصف الثاني من الشهر. إنه موروث كاحتفالية النافلة وغيرها، والموروث الشّعبي يشكّل إحدى الركائز المهمّة للهُويّة الوطنية. إنها عادة وليست عبادة. لن تمس الدين في شيء ولن تؤثر على معتقداتنا الدينية.
بالنسبة لي، فعالية القرنقعوه جزء لا يتجزأ من العادات والتقاليد الرمضانية الأصيلة، فيها من المعاني والقيم الإنسانية التي دعا إليها الإسلام. ومناسبة اجتماعية تهدف إلى صلة الرحم والتواصل مع الأهل والجيران، يحلو الاحتفال فيه بشكل بسيط ومعبر لإدخال البهجة والسرور على قلوب الجميع ويحث على العطاء والكرم. كما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (تَهَادَوْا تَحَابُّوا). ومن أحب الأعمال إلى الله عز وجل إدخال الفرح والسرور في قلوبنا وقلوب أبنائنا.
أخر البيالة: السعادة الحقيقية تكمن في إمتناننا وإقرارنا بالمعروف. فلنركب معاً قوارب الفرح لنبحر نحو مستقبل مشرق. فالحزن لا يغير من الواقع شيئاً، لكن الابتسامة تفتح واقعاً جميلاً.