.. عندما يكون بداخلك صوت يقول لك هذا حرام وهذا حلال فاحمد الله
على حياة قلبك .. فالقلب النظيف والضمير الحي نعمتان لا يملكها الجميع ..
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الفتن والخبائث. تخلت البشرية عن إنسانيتها وفطرتها السليمة وانغمست في انحطاط أخلاقي. فازدادت وتيرة التوجه الغربي بدعم الشذوذ كحق إنساني مشروع وحماية الأطفال المتحولين جنسياً، وباتت ضمن أجندتهم السياسية وأنظمتهم التعليمية. كما شرعوا بالتدسيس له إعلامياً، فلم يعد يخلو أي فيلم أو مسلسل أو برنامج عن شخصيات شاذة ومشاهد إيحائية. كما يتم الترويج له اقتصادياً عن طريق المنتجات التجارية بمختلف أنواعها. ويفرضون على الجميع تقبل مجتمع الميم من باب حرية التعبير واحترام الثقافات والآراء. ولم يكتفوا بذلك، بل سوّلت لهم أنفسهم بتدنيس القرآن الكريم وحرقه، ونشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبينا محمد وتجريم كل من يسيء للديانات الأخرى.
كانت ابنتي في قمة الحزن والغضب بعد الإعلان عن منع عرض فيلم سبايدرمان في دور السينما العربية، لأنها كانت متشوقة جداً لرؤيته وتسائلت عن سبب المنع وأنه ليس من حق أي أحد من منعه. لقد وضحت لها أن هناك لجنة رقابية تشاهد الفيلم قبل الموافقة على عرضه. فإن كان معارضاً للدين والقيم والمبادئ ولسياسة الدولة، فمن حق هذه اللجنة منع العرض أو المطالبة بحذف المشاهد لحماية المجتمع. ثم يأتي دور أولياء الأمور اختيار الفيلم المناسب لأبناءهم وفئتهم العمرية. فليس كل فيلم مناسب ويستحق المشاهدة.
وعلى الرغم من أننا نستكنر ونندد، إلا أن الكثير منا اعتاد على هذه المظاهر والأحداث وتقبله، ولم يعد ينكر المنكر بحسب القدرة عليه ويأمر بالمعروف. وهناك الكثير من يطالب بالمقاطعة الاقتصادية والسياحية، لكننا للأسف نقاطعهم يوماً ونلهث وراءهم غداً.
قال تعالى: ﴿قُل لَّا يَسْتَوِى ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ ۚ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَٰٓأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ - المائدة 100.
فاتقوا
الله واتعظوا ياأولو الألباب من أحوال الأمم والشعوب من حولكم. فهم اعتادوا على
شناعة مايقترفونه من محرمات وماانغمسوا فيه، من ملابس خليعة وعلاقات خارج نطاق
الزواج وشذوذ، وخروج الأبناء عن طاعة والديهم وعن القيم الدينية، حالهم حال قوم
لوط فهذه قبائح وليست حقوق. واعتبروا ياأولى الأبصار، فالاعتداءات
والانتهاكات المعادية للإسلام (الإسلاموفوبيا) قد تكون لها تداعيات سلبية خصوصاً
على الصعيد الأمني وتثير العنصرية والتفكك بين أفراد المجتمع.
﴿فَلا
تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾ - المائدة: 44. إن للناس
سطوة لا تموت إلا بمخافة الله عز وجل. نحن بحاجة إلى الخشوع لله وتجدد الخشية
والرهبة من عظمته وعذابه. إنني أسعى جاهدة لتقوية الرابط الديني لدى أبنائي ولنفسي
أيضاً، إضافة إلى تقوية العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة ويكون الحوار وتبادل
الآراء مفتوح. فكلما كانت علاقتنا مع الله ومع أنفسنا وعائلتنا قوية استطعنا على
مواجهة الفتن والتصدي لها. فقد وصفنا الله تعالى في كتابه: ﴿كُنتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ
لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ
الْفَاسِقُونَ﴾ - آل عمران 110. فالإسلام دين سلام وأخلاق، وماأجمل أن نعاملهم
بسماحة ديننا الإسلامي ومكارم أخلاقنا وبموقفنا الحازم اقتداءاً بقوله تعالى ﴿خُذِ
الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾.
أخر البيالة: رضا الناس غاية لا تدرك، ورضا الله غاية لاتترك. فاترك مالايدرك وأدرك مالا يترك.