أبطال أسطول الصمود حركّوا العالم وأشعلوا الرأي العام. قوافل مدنية عالمية هزّت جيشاً يمتلك أحدث الأسلحة أمام وسائل الإعلام، حدثت على إثره انتفاضة حقيقية للشعوب. أدّوا رسالة إنسانية تجاه غزة العزّة وتركوا أثراً لن يُمحى. مبادرة رمزية متسلحة بالإيمان والسلام، والأمل المتجدد في محاولات لإيقاف الإبادة وكسر الحصار وفتح ممر إنساني لتوصيل الإمدادات والمساعدات. الأسطول الشعبي من كل الأوطان العربية والإسلامية والأجنبية، سائرون بإذن الله وتحت كنفه وعنايته. بسم رب البحر مرساها ومجراها، بسم الله سعيها ومبتغاها، بسم الله وعين اللهِ ترعاها. والرياح تجري بمشيئة رب العباد، لله نحن وموج البحر والسفن.
أرادوا أن يمحوا فلسطين من العالم. فأصبح العالم كله فلسطين
أسطول الصمود لم يتمكن من الوصول إلى غزة، لكنه كسر ما تبقى من الصورة التي تحاول إسرائيل أن تلمعها أمام العالم. لم يكن الوحيد إلا إنه الأكبر، سبقته مبادرات عدة مرتبطة بأسطول الحرية منذ اندلاع الحرب الحالية. فخشي الكيان من نجاح وصولهم وتحقيق أهدافهم، ويسجل بادرة ممكنة ستتكرر. ولهذا اعتدوا عليهم بعلانية بقصف متواصل وتعطيل متعمد واعتقالات وحشية وشوهّت صورتهم بوصفهم إرهابيين.
من أول يوم انطلق به الأسطول تجاه غزة، لم تكن سوى رسالة سلام طوّعت أمواج البحر، فإذا بها تتحول لشاهد حي على وحشية وبربرية كيان مصطنع لا يعرف إلا لغة الدمار والإبادة تجاه شعب أعزل، دون وازع أو رادع. يحارب كل معاني الإنسانية، تجاوزت حدود فلسطين لتطال ضمير العالم بأسره. مع انطلاقة الأسطول أشعلنا وسائل التواصل الاجتماعي بدعمهم ومساندتهم لنوصل صوتهم ورسالتهم عبر نشر صورهم وفيديوهات رحلتهم الشجاعة. وعبر كل وسيلة مشروعة كالدعاء، المظاهرات السلمية، والاستمرار بالمقاطعة الاقتصادية. وإن توقف هذا الأسطول أو غيره، علينا ألا نكف عن المحاولة بدعم مثل هذه المبادرات، فأثر الخير لا يضيع. وسائل دعمنا ستخلق ضغط مؤثر لتغيير المواقف من مجرد استنكار إلى دعم عملي سياسي ومجتمعي أكثر حزماً ضد الكيان. والمطالبة بتصحيح المفاهيم وتسمية الأحداث بمسمياتها الصحيحة. شعارنا ﴿رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ﴾.
ما ضرّنا بُعد السماء وإن علت .. ما دام رب السماء أقرب من حبل الوريد
لن يُدرِك الإنسان معنى الشيء قبل أن يُجرّبه بذاته. فلا التصوّرات المُسبقة ستُخبره عن جوهره، ولا تجارب الغير ستُوصله إلى لُبّ محتواه. لكل إنسان تجربته الخاصة التي تختلف حسب مُعطياته وظروفه وإخلاصه في سعيه. وهذه التجربة الشخصيّة هي (الفيصل) لكل فرد. إن لأسطول الصمود دروس وقيم حياتية عميقة: لم يخرجوا للبحث عن المجد، بل شرف محاولة نصرة إخوانهم في غزة بالأفعال رغم الخطر. ﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾، أبحروا بكل شجاعة رافعين راية الرحمة والإنسانية والأمل، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى).
حين تنال ما تريد فهو توجيه من الله، وحين لا تناله فهو حماية من الله
السابع من أكتوبر لم يكن إلا فصل من فصول حكاية نزيف إنساني لم يتوقف. مستشفيات ومراكز صحية دمّرت بالكامل وخرجت عن الخدمة، وأخرى تعمل في ظروف شبه مستحيلة بلا أجهزة ومعدات وأدوية. وشعب من بين قتيل وجريح ومعاناة المجاعة وسوء التغذية الحاد. الثقافة التي نجدها في أهل غزة نجدها في قوله تعالى ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾. قلوبهم مؤمنة بيقين الله ورحمته وثقتهم بحكمته، مهما اشتد البلاء. لأن الفرج قريب، والخيرة فيما اختاره الله. النصر بالمعيار الإلهي والمعيار الدنيوي موجود. والنضال الفلسطيني متعدد الأشكال والأدوات، ثابت في المواقف، ثابت في اللقاء والمواجهة أمام الباطل، ثابت على الحق. ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
You are not alone, and one day the sun will shine
آخر البيالة: العلم الفلسطيني علم كرامة شعب مضطهد، رمز الشموخ والعزّة والنضال. يمثلّ اللون الأسود الحداد والظلم الذي يعاني منه أهل فلسطين ويرمز إلى الكفاح والتاريخ. واللون الأبيض يمثل السلام والوحدة من أرض السلام الذي لم يَرَ يوماً أمناً وسلاماً. اللون الأخضر يمثل الأرض والزيتون. اللون الأحمر يمثل دماء الشهداء الفلسطينيين التي سفكت.
بيضٌ صنائعنا .. سودٌ وقائعنا .. خُضرٌ مرابعنا .. حمرٌ مواضينا
No comments:
Post a Comment