Thursday, November 29, 2012

هــــل تــــقــــرأ؟


"القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياه واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقاً، وإن كانت لاتطيلها بمقدار الحساب" عباس العقاد، والقراءة قد لا تجعل منك ثرياً، وإنما تثري حياتك بالمفيد، وتضع لديك الأرضية الصالحة لبناء عليها شخصيتك وآرائك. فالكتاب ماهو إلا الميراث الحقيقي للبشرية، يحمل الفكر الإنساني في مراحله المختلفة.

وتعد القراءة سياحة للعقل وغذاء للروح ومتعة للنفس، تعطيك تذكرة سفر لتحلق معها لأماكن وأزمنة مختلفة، لتتوسع في مجالات التدبير والتفكير والابداع، وتنهل من ينبوع المعرفة وتستقي من خبرات وتجارب وثقافات الشعوب. كما أنها تصقل شخصيتك وتثري معلوماتك وآرائك وتنمي مواهبك.

وبعد هذه المقدمة أود أن أسأل: هل نقرأ كتاباً؟ ولما لا؟ هل المشكلة في الكتاب إن كان ورقياً أم الكترونياً؟ أم أن المشكلة تكمن فينا وفي أبنائنا؟ خصوصاً بعد الإعلان عن التصميم الجديد لمكتبة قطر الوطنية والتي ستكون الجسر الواصل بين ماضي قطر وحاضرها ومستقبلها، والقوة الدافعة للمسيرة التنموية بشتى أنواعها. ومع دورها التقليدي في نشر المعرفة وصقل ملكات الإبداع وتعزيز الابتكار، ستوفر باقة متنوعة من خدمات المكتبات العامة ودعم شبكة المكتبات القائمة في الدولة لتلبية احتياجات كل فئات المجتمع، وستفتح نافذة على الثقافات المتنوعة حول العالم، مما سيجعلها ثروة وطنية تهدف لأن تكون ملتقى الحياة والترفيه في عالم المعرفة التي تراكمت على مدى السنين من عدة ثقافات، كما ستتحوّل إلى مكان يتيح للقطريين ابتكار منتجات جديدة من تأليف الكتب والقصص وإنتاج الأغاني أو أفلام الفيديو والتواصل المعرفي مع العالم.

كما بدأت عدد من الجهات والمراكز بتنظيم عدد من الفعاليات والمسابقات وورش عمل للقراءة والكتابة في عدد من المدارس لتشجيع الطلاب على الكتابة والقراءة والتفكير والاستشعار بقيمة الكتاب وأهميته. كما نظمت كلية التربية وبالتعاون مع منظمة القراءة الدولية ودار بلومزبري قطر مؤتمر لتطوير القراءة في قطر، والذي يهدف إلى تطوير مهارات القراءة والتشجيع عليها بأي لغة كانت، ودراسة التحديات التي تواجه القراءة والفرص المتعلقة بتدريسها وتحسين المعرفة والمهارات المتعلقة بها. 

كما أقام المركز الثقافي للطفولة بتدشين مشروعين لتشجيع الطفل على ارتياد المكتبة والاستفادة من كافة خدماتها وغرس بذور الألفة والمحبة والوئام بين الطفل والكتاب. المشروع الأول نادي القراءة الذي يحفز الطفل على القراءة وحب الإطلاع والمعرفة وتعاونه على كيفية انتقاء واختيار الكتب المناسبة لعمره وإهتماماته وتطوره الذهني والنفسي وتقوية قدراته اللغوية وذاكرته وسعة أفقه، كما تعلمه على التفكير وتحسين قدرته على التركيز وربط القراءة بالمتعة عن طريق الأنشطة الترفيهية. والمشروع الثاني حافلة ألوان، وهي عبارة عن حافلة ذات بيئة جاذبة ومشجعة للقراءة تقوم بجولات لمختلف الأماكن التي يتواجد بها الأطفال، وتحوي على الراوي الذي يحكي أجمل القصص من أحدث الإصدارات من مختلف دور النشر والمكتبات. كما تحتوي على أجهزة كمبيوتر ومسرح الدمى والتي تمنح الفرصة للطفل للاستفادة من أفضل البرامج التعليمية الترفيهية. ويعتبر المشروعان خطوة رئيسية في مسيرة المركز ولبنة داعمة للمشروع الوطني لتنمية القراءة وانطلاقة لمرحلة جديدة تحفز الأطفال وتشجعهم على ارتياد المكتبات. 

وقد أقامت دار الشرق وبالتعاون مع الحي الثقافي (كتارا) ليوان الكتاب والذي هدف لإثراء ونشر المعرفة في المجتمع وتدوير الكتب مجاناً للطلاب وهواة القراءة. حيث ستعيد هذه المبادرة التنويرية ثقافة القراءة والتعريف بأهميتها وقيمتها الفكرية والتعليمية في ظل الطفرة التكنولوجية، ليكون الكتاب خير جليس وقت الفراغ وليست الأجهزة الإلكترونية. إن مبادرةً تثقيفية ومجانية كهذه، والتي استهدفت جميع أفراد المجتمع باختلاف جنسياتهم وثقافاتهم وفئاتهم العمرية، ستخلق حلقة وصل بين أمة إقرأ والكتاب. فهي مبادرة متميزة ومبتكرة لكتاب مستعمل ذو طابع مميز وجذاب، قد يحمل بين طياته ملاحظات قارءه السابق مما يزيد من أهميتة وتغرس في الفرد حب الاستطلاع وتبادل الكتب التي انتهى من قرائته مما يحفظ من قيمته ومكانته خصوصاً تلك التي لا يتم طبعها بعد الآن. 

وتسعى هذه المبادرة وغيرها إلى اكتساب الثقافات الفكرية والعادات المعرفية، ويدعم التوجه الحالي دعم اللغة العربية والارتقاء بها والمحافظة عليها، كما سلطت الضوء على المبادرات الشبابية التي تشجع على القراءة والارتباط بالكتاب مثل حملة تنوين ومدونة زدني علماً ومبادرة محبي القراءة ومبادرة مكتبة ومبادرة مما قرأت وموقع أصدقاء القراءة، والتي بدورها تخلق أفاقاً جديدة من المعرفة والتنوع والتبادل الفكري والثقافي والذي بدوره يشجع دور النشر على إنتاج وطباعة وترجمة مختلف الكتب والمراجع والمقالات. ولا يخفى علينا دور المجلس الثقافي البريطاني وغيره من المعاهد في إطلاق عدد من البرامج التي تهدف إلى تنمية مهارات القراءة لدى الطلاب والاستمتاع بها داخل وخارج الفصول الدراسية من خلال أنشطة وفعاليات وورش عمل متنوعة وتوفير الكتب والقصص الجذابة لجعل عملية القراءة سهلة وممتعة.


أخر البيالة: كما جعلنا للرياضة يوماً نحتفل به، ليتنا نجعل يوماً للقراءة للتذكير بأهميتها وتعويد أبنائنا منذ الصغير بمجالسة الكتاب بعدما انغمس بالكثير من الإلكترونيات، مما يعني ضعفاً في القراءة وصعوبة في التعبير عن الآراء والأفكار.





















Thursday, November 15, 2012

كل عام واحنا مالنا خص

كل عام وديننا بخير، كل عام والسنة الهجرية بدأت بسكون وهدوء دون أدنى ذكر أو تهنئة، كل عام وميزانية وزينة عيد من أعياد الغرب تفوق ميزانية أعياد الإسلام مجتمعة، لدرجة يحسب المرء أننا في بلد أجنبي لكثرة الاهتمام بهذه الأعياد وزينتها وفعالياتها وهداياها.

كل عام يتم المطالبة بوقف هذا الغزو الديني والفكري والثقافي للمجتمع ومنع هذه العادات الدخيله، والاهتمام والتركيز على المناسبات الدينية والوطنية. كل عام يتم مطالبة المدارس والجامعات والكليات بإقامة الاحتفاليات الدينية الإسلامية إسوة باحتفالها بالمناسبات الأخرى دون أن نرى أي تفعيل أو اهتمام، مما أدى إلى تهميش هذه المناسبات وجعلها طي النسيان لجيل الشباب. لماذا نسمح لهم بإقامة احتفالاتهم علناً في دولنا المسلمة في ظل منعهم لأبسط حقوق المسلم في بلادهم؟ لكم دينكم فلماذا تُغيِّرون ديننا؟
برأيي أن يقوم المجلس الأعلى للتعليم ووزارة الأوقاف ووزارة الثقافة وغبرها من المراكز والأندية الشبابية والثقافية بتنظيم فعاليات دينية كرأس السنة الهجرية والإسراء والمعراج وغيرها إسوة بالفعاليات والمهرجانات الثقافية والرياضية والصحية، وأن يكون لهذه المناسبات حيز لا يقل عن غيره في الخطة السياحية والترفيهية في الدولة.