حضرت أنا وبناتي، في إجازة عيد الفطر الماضي، مسرحية (مصباح زين)
من إعداد وتأليف الكاتبة هبة حمادة وإنتاج شركة زين للاتصالات، حيث تعد المسرحية
هي الثانية من سلسلة مسرحيات زين الهادفة وبالرغم أنها كانت باللغة العربية الفصحى
إلا أنها كانت قريبة للأطفال. ولا أخفي عليكم أمراً أن بناتي قد استمتعن كثيراً بها
وحفظوا أغانيها والتي كانت المحور العام لها.
مما جعلني أتسائل عن أسباب شح الانتاج الفني العربي الهادف والموجه
للطفل سواء كان مسرحاً أو سينما أو تلفزيون أو إذاعه، ولماذا توقفت مؤسسة الانتاج
البرامجي المشترك لدول الخليج العربي عن إنتاج البرامج والمسلسلات الهادفة
والمتنوعة والتي كان من أهمها برنامج افتح ياسمسم ومسلسل دمتم سالمين وبرنامج
سلامتك وغيرها، بالإضافة إلى دبلجة الرسوم المتحركة العالمية مثل حكايات عالمية. وبعد
البحث والاستفسار اكتشفت أن معظم تلك الأسباب تعود إلى اعتماد الأسرة والسوق
العربية على الترفيه السينمائي العالمي، ارتفاع تكلفة الإنتاج والتسويق، بالإضافة
إلى غياب النصوص الروائية والبرامجية، والأهم من ذلك عدم وجود معهد أكاديمي للفنون
يقوم بالتدريس والتدريب على كافة أنواع الفنون، إلى جانب عدم توافر المسارح
المجهزة بأحدث التقنيات.
ولا يخفى علينا أهمية دور الأفلام والمسرحيات والبرامج والأغاني في إثراء
ثقافة ومخيلة الطفل وتنمية محصلته اللغوية، خصوصاً وإن كانت تحاكي بيئته المحلية
ولغته العربية الفصحى وعاداته وتقاليده وتتضمن جرعة عالية من التوجيه والتربية والتثقيف والترفيه بأسلوب
سهل وسلس في تقديم المعلومة بقالب مشوق. ومع وجود كم هائل من القنوات التلفزيونية
المتخصصة وفي مقدمتها قناة براعم والجزيرة للأطفال المتميزتين، أطالب بتكثيف الإنتاج
السنمائي والمسرحي والبرامجي والغنائي وتوثيقه وتوزيعه والتجدد في كيفية مخاطبة الأطفال على حسب
فئاتهم العمرية ومستواهم العقلي والمعرفي والارتقاء به إلى الأفضل.
كما يجب على وزارة الثقافة والفنون والتراث والجهات ذات الصلة رصد
ميزانية مالية تستطيع من خلالها دعم وتشجيع ورعاية الأجيال الشابة ذات الكفاءة
لخوض غمار صناعة الأفلام والإنتاج البرامجي والمسرحي الموجهة للطفل وتسويقه، وإيجاد قاعدة للابداع والابتكار والتميز،
وطرح الدورات التطبيقية والندوات الأدبية والفنية والثقافية لصقل موهبة الشباب وفق
مناهج عالمية تعطي مخرجات تستطيع المنافسة على المستوى المحلي والعربي والعالمي،
خصوصاً بعد النجاح الباهر الذي حققه الإنتاج الإماراتي الذي انتج لنا مسلسلات
كرتونية متميزة وفي مقدمتها مسلسل الفريج.
أخر البيالة: تعد قناتي الجزيرة للأطفال وبراعم خطوة متميزة في سماء الفضائيات المتخصصة والتي تسعى إلى تقديم وإنتاج برامج تعليمية بقالب ترفيهي متجدد يعتمد على احياء التراث الخليجي والعربي والإسلامي. وبرأيي إن تكاتفت جهودهما مع جهود مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي في الإنتاج والتوزيع سوف نرتقي بمستوى الإنتاج الفني للبرامج الإذاعية والتلفزيونية وتقديم إعلام خليجي متميز يجسد الروح الخليحية المشتركة وينافس الشركات الفنية العالمية.
مقالات ذت الصلة:
جريدة الراية - فيض الخاطر ... أعباء المسرح المدرسي.. من يتحملها؟
عاطف سليمان - الشرق - برامج الأطفال
الشرق: الجادل بنت ناصر - أدب الطفل