أنه من دواعي الفخر أن نجد أنامل واسهامات قطرية تدفع بعجلة التنمية الوطنية بجميع مجالاتها، كوادر قطرية تساهم في بناء بلدها بإخلاص وتفاني. إلا أننا نجد أنه في بعض المجالات غاب عنها الوجود القطري أو ندر، مجالات بحاجة إلى دعم وتشجيع القطريين للخوض والابداع فيها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: المؤذن والإمام والخطيب، المسعف والممرض (سأتحدث عنهما في مقال لاحق) وغيرهم.
ولأئمتنا وخطبائنا دور كبير في جذب المصلين للمسجد، إلى جانب دور الأسرة في
ذلك. حيث أننا بأمس
الحاجة لإعادة المكانة الحقيقية للمسجد
ودوره الفعّال في حياتنا اليومية وتأثيره الإيجابي على سلوكيات وأخلاقيات أبنائنا
وعلى الترابط الإجتماعي بين المصلين. إلى جانب دور المسجد في إقامة الصلاة، يعد مؤسسة تربوية لما
يقوم به خطباء المساجد من وعظ وتوجيه ومحاضرات وندوات في القضايا التربوية والاجتماعية
والثقافية، كما يعد مدرسة نستسقي منها الدروس والمواعظ الإيمانية والتربوية والتثقيفية
والتوعوية التي تلبي احتياجاتنا وتمس مختلف جوانب حياتنا. كما يشهد نشاطات دينية واجتماعية عدة مثل حلقات العلم وتلاوة وحفظ القرآن وموائد رمضان واجتماع
المصلين في كل صلاة مما يقوي من الروابط الأسرية والأخوية بينهم.
فإمامة الصلاة من أُولى الوظائف الدينية التي عرفتها الدولة الإسلامية وأجلّها
قدراً وأكثرها نفعاً، والإمام والخطيب داعية إلى الله تعالى بعلمه، وقدوة
لجماعته بحسن خُلُقه. والأذان وسيلة دعوية وإعلامية، وجب على المؤذن امتلاك الصوت والطلاقة في الكلام والفصاحة في
مخارج الحروف.
وأود أن أشيد بما تقوم به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حالياً في تأهيل الشباب القطري في تولي مهمة الإمامة والخطابة بمساجد الدولة، حيث تخصص له الأساتذة والمشايخ الكرام الذين يزودون الملتحقين بالدورات بما يحتاجون إليه من مهارات عملية وعلوم شرعية وأصول اللغة العربية، والعديد من الجوانب التي يحتاج إليها الإمام في مسجده تمده بالعلم النافع والمفيد، وترتقي بمستواه العلمي، مع تنمية القدرات ومهارات التواصل مع الجمهور وفنون الإلقاء في فن الخطابة. إلى جانب ماتقدمه من خدمات متميزة في إنشاء المساجد ورعايتها وصيانتها وتوفير جميع المتطلبات الأساسية فيها.
وأود أن
أحيي إذاعة القرآن الكريم بإنتاج
أول ختمة قطرية للقرآن الكريم بأصوات شباب قطريين ومنهم الشيخ القارئ تركي عبيد المري والشيخ
القارئ محمد قاسم القحطاني والشيخ القارئ محمد فالح الهاجري وغيرهم.
أخر البيالة: تختلف مسميات بيوت الله نظراً للدور الذي تقوم
فيه: فالمسجد سمي مسجداً لأنه مكان للسجود لله، والجامع لمن يجمع المصلين لأداء
صلاة الجمعة فيه، فكل جامع مسجد وليس كل مسجد بجامع، كذلك
يطلق عليه اسم مصلى عند أداءه لبعض الصلوات الخمس المفروضة ولا يتلزم بجميعها مثل
مصليات المدارس والمؤسسات والمجمعات التجارية وغيرها.