Wednesday, May 8, 2013

بــيــوت الله




أنه من دواعي الفخر أن نجد أنامل واسهامات قطرية تدفع بعجلة التنمية الوطنية بجميع مجالاتها، كوادر قطرية تساهم في بناء بلدها بإخلاص وتفاني. إلا أننا نجد أنه في بعض المجالات غاب عنها الوجود القطري أو ندر، مجالات بحاجة إلى دعم وتشجيع القطريين للخوض والابداع فيها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: المؤذن والإمام والخطيب، المسعف والممرض (سأتحدث عنهما في مقال لاحق) وغيرهم.
ولأئمتنا وخطبائنا دور كبير في جذب المصلين للمسجد، إلى جانب دور الأسرة في ذلك. حيث أننا بأمس الحاجة لإعادة المكانة الحقيقية للمسجد ودوره الفعّال في حياتنا اليومية وتأثيره الإيجابي على سلوكيات وأخلاقيات أبنائنا وعلى الترابط الإجتماعي بين المصلين. إلى جانب دور المسجد في إقامة الصلاة، يعد مؤسسة تربوية لما يقوم به خطباء المساجد من وعظ وتوجيه ومحاضرات وندوات في القضايا التربوية والاجتماعية والثقافية، كما يعد مدرسة نستسقي منها الدروس والمواعظ الإيمانية والتربوية والتثقيفية والتوعوية التي تلبي احتياجاتنا وتمس مختلف جوانب حياتنا. كما يشهد نشاطات دينية واجتماعية عدة مثل حلقات العلم وتلاوة وحفظ القرآن وموائد رمضان واجتماع المصلين في كل صلاة مما يقوي من الروابط الأسرية والأخوية بينهم.
فإمامة الصلاة من أُولى الوظائف الدينية التي عرفتها الدولة الإسلامية وأجلّها قدراً وأكثرها نفعاً، والإمام والخطيب داعية إلى الله تعالى بعلمه، وقدوة لجماعته بحسن خُلُقه. والأذان وسيلة دعوية وإعلامية، وجب على المؤذن امتلاك الصوت والطلاقة في الكلام والفصاحة في مخارج الحروف.

وأود أن أشيد بما تقوم به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حالياً في تأهيل الشباب القطري في تولي مهمة الإمامة والخطابة بمساجد الدولة، حيث تخصص له الأساتذة والمشايخ الكرام الذين يزودون الملتحقين بالدورات بما يحتاجون إليه من مهارات عملية وعلوم شرعية وأصول اللغة العربية، والعديد من الجوانب التي يحتاج إليها الإمام في مسجده تمده بالعلم النافع والمفيد، وترتقي بمستواه العلمي، مع تنمية القدرات ومهارات التواصل مع الجمهور وفنون الإلقاء في فن الخطابة. إلى جانب ماتقدمه من خدمات متميزة في إنشاء المساجد ورعايتها وصيانتها وتوفير جميع المتطلبات الأساسية فيها.
وأود أن أحيي إذاعة القرآن الكريم بإنتاج أول ختمة قطرية للقرآن الكريم بأصوات شباب قطريين ومنهم الشيخ القارئ تركي عبيد المري والشيخ القارئ محمد قاسم القحطاني والشيخ القارئ محمد فالح الهاجري وغيرهم.


أخر البيالة: تختلف مسميات بيوت الله نظراً للدور الذي تقوم فيه: فالمسجد سمي مسجداً لأنه مكان للسجود لله، والجامع لمن يجمع المصلين لأداء صلاة الجمعة فيه، فكل جامع مسجد وليس كل مسجد بجامع، كذلك يطلق عليه اسم مصلى عند أداءه لبعض الصلوات الخمس المفروضة ولا يتلزم بجميعها مثل مصليات المدارس والمؤسسات والمجمعات التجارية وغيرها.

Monday, May 6, 2013

أسرتك سر استقرارك

.. أسرتك هي نبع سعادتك .. ومصدر إلهامك .. ومرفأ أمانك .. وسر استقرارك .. ولذلك هي تستحق أن تكون في مقدمة أولوياتك واهتماماتك ..

فالأسرة هي نواة المجتمع، لذا سعت الدولة لسن القوانين والتشريعات التي تضمن حماية واستقرار الأسرة وتدعم كيانها وتقوي أواصرها وتحافظ على الأمومة والطفولة والشيخوخة في ظلها. كما عمل المجلس الأعلى لشؤون الأسرة على تفعيل شراكة مجتمعية تكاملية بين مؤسسات وهيئات الدولة المعنية بالأسرة تساهم في بناء مجتمع سليم ومستقر وآمن.


إلا أن مفهوم الأسرة في الوقت الحالي واجه عدة متغيرات وتحديات أدت إلى تغيير الأدوار الأسرية خصوصاً بعد خروج المرأة للعمل وانشغال الأبويين بمتطلبات الحياة اليومية من أجل توفير العيش الكريم للأسرة، مما أدى إلى ضعف الترابط الأسري وقلة صلة الرحم، وباتت الأجهزة الألكترونية ومواقع التواصل الطريقة المتبعة في التواصل الإجتماعي بدلاً من الزيارات والمكالمات الهاتفية. ولا أبعد نفسي عن تهمة الانشغال بهذه الأجهزة الإلكترونية وبرامجها ومواقعها.


لذا أرى أنه من المهم جداً العمل على تقوية الترابط الأسري وتعزيز القيم الأسرية من خلال القيام بعدد من الأمور منها: الحرص على توطيد مكانة كبير السن بين أفراد الأسرة والاهتمام بصلة الرحم، المشاركة الأسرية في اتخاذ القرارات وتوزيع المسؤوليات بين أفراد الأسرة، والحرص على الاجتماع معاً سواء على مائدة الطعام أو في المجلس وتبادل الاحاديث والأخبار، المشاركة الأسرية في الاحتفالات والمناسبات الخاصة والعامة مما يعمل على تخفيف ضغوط الحياة وتعزيز الشعور بالاهتمام والاحترام والحب.


ولا يخفى على الوالدين أهمية تمضية الوقت مع أبنائهم في الحوار والقراءة والترفيه ومشاركتهم هواياتهم وتنمية طموحاتهم، وماله من أثر في بناء شخصية الأبناء وتنمية مهاراتهم، حيث يقول الدكتور جاسم المطوع: (كل لفظ وفعل يصدر منك يؤثر في طفلك تأثيركبير، وأعلم أن طفلك هو إنعكاس لك ولصورتك)، فاحرص على أن تكون لهم قدوه صالحه، وأحرص على أن تحبهم وتعانقهم وأن تسمعهم كلمات طيبة ومشجعه تقوّي ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم.


ومن هذا المنطلق، أتمنى أن يتم العمل بالتوصيات التي تمت مناقشتها في اجتماع الخبراء الثالث الذي أقيم مؤخراً في دولة قطر وذلك للحفاظ على استقرار وتوازن الأسرة والمجتمع وخلق نوع من التوازن بين مسؤليات المرأة المهنية والأسرية.


أخر البيالة: أن الفعاليات والأنشطة التي أقيمت إحتفالاً بيوم الأسرة في قطر في 15 إبريل، والتي تضمنت على رسائل إعلامية توعوية أسرية وأمسيات ومهرجانات جماهيرية ثقافية وترفيهية، تدل على اهتمام الجهات المعنية بالأسرة والحرص على الاحتفاء بها، والعمل على توفير كافة الفرص لتقوية الترابط الأسري وتعزيز القيم، وتذليل كافة العقوبات التي تواجهها.