جميعنا يعرف مدى أهمية الاعتذار في علاقاتنا مع
الأخرين والتي تهدف إلى تجديد العلاقة وتعزيزها واستمرارها، فالإعتذار ثقافة راقية مفقودة في المجتمع. فالاعتذار فن ومهارة اجتماعية
لها قواعد وأساليب يجب اكتسابها منذ الصغر وبطريقة عملية،
خصوصاً من الوالدين الذين نعتبرهما قدوة نحتذي بهما.
فليس عيباً أن نخطئ، ولكن العيب في إدراكنا للخطأ
وعدم الاعتذار. إذا اعتذرت فكن كريماً في اعتذارك فالأعتذار
البارد خطأ آخر ترتكبه في حق من تريد الأعتذار له، إذا كان الاعتذار ثقيلاً على
نفسك، فتذكر أن الإساءة ثقيلة على نفوس الأخرين، والصراحة ليست دائماً راحة. فكم جميل أن نكتسب قيم ومبادئ وأخلاق إيجابية وأن نغرس أبنائنا هذه
الخصال الجميلة، فالأساس يبدأ من الأسرة، والدعم يأتي من المجتمع بمؤسساته
التعليمية والاجتماعية والدينية والخيرية المختلفة. واعلم أنك لن تستطيع تغيير
شكلك لتصبح الأجمل في عيون الناس ولكنك تستطيع تزيين أخلاقك وتجميل أدبك لتكون أجمل
مما رأت أعين الناس.
وهذا مانراه جلياً في حملة ركاز لتعزيز مكارم الأخلاق، والتي تهدف إلى تحفيز
جميع فئات المجتمع لتبني مكارم الأخلاق وتطبيقها والعمل على تقديم النموذج
الإنساني والمجتمعي لكل من ينشد الرقي الأخلاقي. كما أخذت جمعية قطر الخيرية على
عاتقها إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية
لدى الشباب القطريمن خلال برنامجين
(أنا سنافي) للذكور و(هبة ريح) للإناث والذان يهدفان إلى تحفيز الطلاب والطالبات
على اطلاق ابداعاتهم والتواصل البناء مع الآخرين مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي
والاعلامي الحديثة.
فالاهتمام بالقيم ومكارم الأخلاق تعليماً وتطبيقاً يعد أساساً من أسس
التنمية البشرية، كما يجب التنويع والتجديد في البرامج والأنشطة والوسائل التي
تسعى إلى غرس مكارم الأخلاق لتخاطب جميع فئات المجتمع بمختلف أعمارهم وثقافاتهم
ولغاتهم، والتواجد في مختلف أمكان تواجدهم من مساجد ومدارس ومجمعات تجارية
وترفيهية وأماكن العمل وغيرها.