Monday, September 29, 2014

أيفونية


كنت استغرب من أولئك الذين ينتظرون في طابور لأيام لشراء أجدد منتجات أبل أو أي تكنولوجيا أخرى لحظة إصدارها في الأسواق. عشاق التكنولوجيا والخدمات التي تقدمها كي تبقينا على تواصل إجتماعياً مع العالم، وتنقل لنا الأخبار مباشرةً من قلب الحدث، وتزودنا بكل مانحتاج إليه من معلومات وأحدث الدراسات.

إلا أنني مؤخراً بت من أولئك الأشخاص، انتظرت بفارغ الصبر لساعات للحصول على أحدث جهاز أيفون. ونظراً للضغط الهائل والاقبال الكبير على موقع شركتي الاتصالات في الدولة، أدى إلى خيبة أمل العديد من محبي منتجات أبل وفشل محاولاتهم في طلب الجهاز، هذا إلى جانب طول فترة الانتظار لاستلامه. إلى جانب أن عدداً كبيراً منهم استنكر توقيت تدشين الايفون وعدم تناسبه مع عادات المجتمع.

لقد عرفت شركة أبل كيفية تسويق منتجاتها بما يتناسب مع احتياجات وتطلعات عملائها، لتبقى كما هي في صدارة الشركات المنتجة للتكنولوجيا الرقمية. فقد ابتكروا وسيلة لإثراء حياة العملاء ومشاركتهم شغفهم وإضافة قيمة مثيرة لتجربة التسوق في متاجر أبل.



ويرى العديد من المواطنين أن هوس شراء أحدث منتجات التكنولوجيا ماهي إلا موضة بذخ واستعراض واستنزاف الأموال، باعتبارها مجرد كماليات. أما بعض المهووسون فيرون أن شراء أحدث ما أنتجته التكنولوجيا الرقمية من أجهزة ماهي إلا تطور تقني لابد منه، حيث أن جهاز الهاتف لم يعد يستخدم فقط للاتصال، بل تعداها ليمس جميع جوانب حياة الفرد الشخصية والعملية والاجتماعية والصحية والترفيهية، ليصبح جهاز محمول واحد يشمل الهاتف والساعة والتلفزيون والإذاعة والصحافة والبريد والكمبيوتر والألعاب وغيرها.
 
أخر البيالة: مهما كانت نظرتك لهذا الهوس، لا يخفى على الجميع أن باستخدام هذه الأجهزة أبقت العالم بين يديك.

Sunday, September 14, 2014

الــربــع


التقيت الأسبوع الماضي برفيقة عمري، (اخت دنيا) إن أمكن تسميتها بذلك، بعد انقطاع لفترة زمنية غير بسيطة. ولاأنكر أن لهذا الانقطاع الأثر الكبير في نفسي، حيث أن الصداقة كصحة الانسان لا تشعر بقيمتها النادرة إلا عندما تفقدها. وعلى مائدة صغيرة بزاوية مطعم جميل، جلسنا نستعيد شريط الذكريات ونقطف من ثمار شجرة الحياة حلوها ومرها، الحياة نفسها التي اشغلتنا عن بعضنا وعن باقي الاصدقاء والاحباب، الحياة التي بها تحلو بالمشاركة والمعاشرة والأخوة.
وعلى مر الزمن ومشاغل الحياة، بات بعض الأصدقاء في طي النسيان لسبب أو لأخر، فاصبح الصديق الوفي عملة نادرة. الصديق وحتى إن باعدتنا الظروف عنه يبقى في تواصل روحي معك، يسأل عنك دون أن يلومك على سبب النقطاع، ييشاركك ماضيك معه بحلوه ومره، يقاسمك أحلامك وطموحاتك، يصغي إليك بقلبه وإن تحدثت إليه بصمت، ويكون بجانبك حتى وان لم تحتاج إلى ذلك.
وبالرغم من أن كثرة وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت حياتنا فيلم سنمائي أو كتاب مفتوح لكل من سمحنا له بمتابعتنا، إلا أنني افتقد تلك اللقاءات التي تجمعنا في مكان وزمان معينين، اشتقت إلى أصواتهن وضحكاتهن والأهم من ذلك مصافحة أيديهن والنظر في أعينهن. مشاغل الحياة اخذتني من اخوتي اللاتي مثلما يهتمون لأمري تحلو حياتي بهم، يتلهفون للقائي مثلما أعشق رفقتهم. فمحبتهم في قلبي مصونة وذكراياتهم في عقلي محفورة.
اخوتي الاتي إن كنت معهن لا أضع قناع التكلف والتصنع، ولا أحسب اللحظات التي تفصلني عن الابتعاد عنهن. فحياتي لوحة وهن ألوانها الزاهية، وحياتي قصة يروينها بحب، وحياتي قافلة يتمنين الصعود على متنها.
أخر البيالة: كل ما هو جديد جميل ..إلا الصداقة قديمها أجملها

Thursday, September 4, 2014

أنا والسكر

إن لروتين الحياة العصرية ووتيرتها السريعة الأثر على صحة الفرد الجسدية وعاداته الغذائية، وأصبح العديد منّا مهدد أو مصاب بأحد أمراض العصر المزمنة، المسمى الذي بات الأطباء ومختصي قطاع الصحي يطلقونه على السمنة ومرض السكري وضغط الدم. وذلك لقلة الحركة وانتشار المطاعم والمقاهي التي تقدم كل مالذ وطاب وبسعرات حرارية مرتفعه ولاتوفر الخيار الصحي.
لقد عانيت طوال سنيني من السمنة المفرطة مهددة صحتي بالإصابة بمرض السكر وضغط الدم نتيجة لذلك، الأمر الذي احتجت الكثير من الشجاعة والوقت لاستوعبه واستوعب أنني بحاجة لوقفة نفس ومحاسبتها واتخاذ القرار لعلاج المشكلة بدأ بالاعتراف بها. إلى متى سأكون في نكران وبأنني بخير ولا أحتاج أن أغير من أسلوب حياتي وعاداتي الغذائية وأمارس الرياضه.
وبدأت باتخاذ خطوات صغيرة ذات التأثير الكبير على صحتي، حيث أنني لا أريد اختصار الطريق بالعمليات التجميلية ولا اتباع أساليب الرجيم القاسي والحرمان لما لها من الأثر السلبي على صحة الإنسان النفسية والجسدية. فمثل ما أجرمت في حق نفسي فحان الوقت أن أقوّمها، فالصحة بحاجة لأسلوب حياة متزن مبني على أساليب غذائية صحية معتدلة مقرونة بنشاط بدني رياضي يتوافق مع طبيعة جسم الفرد واحتياجاته. واتخاذ هذا القرار ليس صعباً ولا يجب أن يكون مفروضاً، بل يجب أن يكون قراراً شخصياً متحلياً بالإرادة والعزيمة والإلتزام، وقرار أبدي غير مرتبط بفترة زمنية معينة.
وقد أسعدني أن العديد من النساء والرجال صغاراً وكباراً (وأنا منهم بكل تأكيد) بدأوا بتثقيف أنفسهم في كيفية الحفاظ على صحتهم وخسارة الوزن الزائد سواء بالقراءة والاطلاع على أحدث الأبحاث والدراسات إلى جانب اتباع اسلوب غذائي صحي وسليم ونشاط رياضي والحرص على مراجعة الأطباء والمختصين في مجال الصحة وعمل التحاليل الكشوفات اللازمة للتأكد من سلامة صحتهم وخلوهم من الأمراض أو الكشف المبكر لها ليتسنى علاجها.
كما أثمن مساعي الدولة الحميدة في بناء مجتمع وطني معزز للصحة يعتمد على مشاركة وتضافر كافة الجهات ذات العلاقة لغرس قيم ومفاهيم الوعي الصحي وزيادة ممارسة النشاط البدني لدى جميع فئات المجتمع، إلى جانب وضع خطط واستراتيجيات مهمة لمواجهة مخاطر سوء التغذية وقلة النشاط البدني والوقاية من الأمراض المزمنة واكتساب نمط حياة صحي ونشط، وإطلاق حملات ومبادرات توعوية تثقيفية معززة للصحة إلى جانب العيادات الصحية المنتشرة في عدد من مستشفيات الدولة ومراكزها الصحية.

أخر البيالة: بادر بتغيير أسلوب حياتك لتكون صحية لتستمر قطر تنبض بالحياة، شد الهمّة فالصحة مهمة.