التقيت الأسبوع الماضي برفيقة عمري، (اخت دنيا) إن أمكن تسميتها بذلك، بعد انقطاع لفترة زمنية غير بسيطة. ولاأنكر أن لهذا الانقطاع الأثر الكبير في نفسي، حيث أن الصداقة كصحة الانسان لا تشعر بقيمتها النادرة إلا عندما تفقدها. وعلى مائدة صغيرة بزاوية مطعم جميل، جلسنا نستعيد شريط الذكريات ونقطف من ثمار شجرة الحياة حلوها ومرها، الحياة نفسها التي اشغلتنا عن بعضنا وعن باقي الاصدقاء والاحباب، الحياة التي بها تحلو بالمشاركة والمعاشرة والأخوة.
وعلى مر الزمن ومشاغل الحياة، بات بعض الأصدقاء
في طي النسيان لسبب أو لأخر، فاصبح الصديق الوفي عملة نادرة. الصديق وحتى
إن باعدتنا الظروف عنه يبقى في تواصل روحي معك، يسأل عنك دون أن يلومك على سبب
النقطاع، ييشاركك ماضيك معه بحلوه ومره، يقاسمك أحلامك وطموحاتك، يصغي إليك بقلبه وإن
تحدثت إليه بصمت، ويكون بجانبك حتى وان لم تحتاج إلى ذلك.
وبالرغم
من أن كثرة وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت حياتنا فيلم سنمائي أو كتاب مفتوح
لكل من سمحنا له بمتابعتنا، إلا أنني افتقد تلك اللقاءات التي تجمعنا في مكان
وزمان معينين، اشتقت إلى أصواتهن وضحكاتهن والأهم من ذلك مصافحة أيديهن والنظر في
أعينهن. مشاغل الحياة اخذتني من اخوتي اللاتي مثلما يهتمون لأمري تحلو حياتي بهم،
يتلهفون للقائي مثلما أعشق رفقتهم. فمحبتهم في قلبي مصونة وذكراياتهم في عقلي
محفورة.
اخوتي
الاتي إن كنت معهن لا أضع
قناع التكلف والتصنع، ولا أحسب اللحظات التي تفصلني عن الابتعاد عنهن. فحياتي لوحة
وهن ألوانها الزاهية، وحياتي قصة يروينها بحب، وحياتي قافلة يتمنين الصعود على
متنها.
أخر البيالة: كل ما هو جديد جميل
..إلا الصداقة قديمها أجملها
No comments:
Post a Comment