أستمتعت الأسبوع
الماضي بمشاهدة فيلم Julie & Julia،
الذي تدور أحداثه عن فتاةٍ أمريكية وجدت شغفها في الطبخ وتحدت نفسها في طبخ 524
وصفة فرنسية من الكتاب الشهير (إتقان فن الطبخ الفرنسي) للشف الأمريكيه جوليا
تشايلد في غضون 365 يوماً، ووثّقت تجربتها اليومية لطهي كل هذه الوصفات في مدونتها
(مشروع جولي / جوليا).
فأنا ممن تستهويهم خوض مغامراتٍ وتحدياتٍ كهذه وغيرها مثل
اكتشاف ثقافة دولة ما وأماكنها الأثرية والسياحية والثقافية، وأتحدى نفسي بقراءة
عدد معين من الكتب خلال سنة وكتابة مقالات أكثر تعبر عن آرائي وأفكاري، والمشاركة بالماراثون، اكتساب
مهارة جديدة أو تعلم لغة جديدة. وغيري سعى لتحقيق شغفه وهوايته لتصبح مهنة أو
مشروع تجاري أو ابتكار علمي أسهم في نهضة مجتمعه وازدهاره، أو أسهم في تطبيق حلول
مبتكرة للمشكلات المحلية والإقليمية.
فالشباب أعظم ثروة يجب الاستثمار في تربيتهم وتعليمهم وصقل
شخصيتهم واكسابهم قدرات ومهارات علمية وعملية تقويّ من شخصيتهم وثقتهم بالذات،
وتنمي فيهم الاعتزاز بالنفس والدين والهوية واللغة. وتوظف طاقاتهم في القيادة
والتنظيم وإدارة الفعاليات والعمل الجماعي وغيرها. وتعزيز الجانب الفكري والمعرفي لديهم
لتمكينهم على استقلالية التفكير الناقد والبنّاء وحل المشكلات واستخلاص الحلول
الإبداعية للتحديات الحياتية والمجتمعية. وتعريفهم على الأساليب الحديثة للحصول على
المعلومات والمعارف ذاتياً وكيفية تطبيقها عملياً، وفتح آفاقاً واسعة أمامهم
لتعزيز مساعي الابتكار والاختراع والتخطيط السليم، ودفع جهود الابداع وتعزيز مفهوم
التعليم مدى الحياة. كما تمنحه حرية التعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر وكيفية
مناقشته بالحجج والبراهين. حيث يجب توفير البيئة الخصبة والبرامج والمبادرات التي تقوم
على المشاركة المجتمعية لاكتشاف الميول
المهنية والمواهب الشبابية الإبداعية ليكونوا لبنة صالحة في بناء المجتمع والحفاظ على القيم
الأصيلة والتراث والهوية اللغوية.
فكسب الشباب قضية أمن وطني ومفتاح نجاح التنمية الوطنية
وأساس التقدم والازدهار، فشباب اليوم يمتلكون سلاحاً معلوماتياً لم يعرفه شباب
الأمس، فهم أكثر وعياً وإدراكاً بما يحصل في العالم. ولديه الرغبة في التفاعل
الإيجابي وتطبيق حلول مبتكرة في خدمة القضايا المحلية والإقليمية عن طريق العلم
والتكنولوجيا.
فإن تطوير المناهج الدراسية وتحسين
مستوى مصادر التعلم بما يتناسب مع التطور والتقدم الذي تشهده الدولة ويتناسب
مع المعايير المطلوبة لتخريج كوادر مؤهلة لخدمة البلد. إن ربط المناهج مع مجالات
الحياة المختلفة واستخدام طرق تدريسية تطبيقية وعملية تثري حياة الطالب بالتجارب والخبرات والمهارات القيادية،
وحثّه على أخذ زمام المبادرة وحب المعرفة وثقافة القراءة والعمل الجماعي بروح
الفريق الواحد، تمكّنه من التواصل البنّاء مع المعلمين، والتنافس الإبداعي
مع زملائه. كما يجب أن تخلّد هذه المناهج
شخصيات قطر الريادية في جميع المجالات، الذين يمثلون ذاكرة الوطن وأساسه المتين.
كما يجب إضافة أنشطة لاصفية
(التعلم خارج الفصول الدراسية) تتسم بالتنوع والتجدد، تحترم
القيم الإسلامية وتكرّم الثقافة القطرية. تلّبي
احتياجات الشباب على حسب فئاتهم العمرية وتواكب اهتماماتهم وتنمي مهاراتهم، وتتميز
بتحقيق النمو الشامل للطالب وتعزز ما يتم تدرسيه في المناهج. وتسعى إلى ديمومية أنشطتها وفعالياتها
عن طريق دمج أفكار الشباب واقتراحاتهم وتجاربهم. حيث تشمل هذه الأنشطة على العلوم
البدنية والعلوم الفنية والثقافية والأنشطة البيئية والمبادرات المجتمعية والبرامج
التطوعية وزيارات تفاعلية.
إن توطيد شراكات بين القطاعات
التعليمية والاقتصادية والصحية
والرياضية والثقافية للاستفادة من الدعم والاستثمار المادي والبشري،
ويحفز الطالب على الابتكار والبحث والإنتاج
العلمي والاتقان والإبداع في إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة تلبي سوق العمل،
ودفع عجلة التنمية في جميع مجالاتها،
ورفع مستوى المسئولية الوطنية والاجتماعية.
وماتوليه الدولة من إهتمام بالمراكز
الشبابية التي تخدم الشباب يعد خطوة متميزة نحو التنمية
البشرية التي تسعى لتطوير وتنمية المواطنين لبناء مجتمع مزدهر، والتنمية
الاجتماعية التي تسعى لتطوير مجتمع آمن
مستند على الأخلاق. حيث تحرص هذه المراكز على إقامة برامج وفعاليات تثقيفية وتوعوية
وتربوية وتراثية، تعزز قيم المبادرة والمسؤولية والتفاهم والتسامح لدى الشباب. بالإضافة
إلى تشجيع الشباب لروح المغامرة والاكتشاف والترحال لتعزيز السياحة الداخلية وتشجيعهم
على التبادل الحضاري والثقافي من خلال اكتشاف العالم. وتوفير قنوات تفاعلية بين
الشباب والقيادات وتطوير مهارات التواصل والحوار والمشاركة التفاعلية.
وسعت الدولة (أفراداً ومؤسسات) لإحياء
الموروث الثقافي والتراثي والحفاظ على قيمته لربط الاجيال المعاصرة بتراث الأجداد،
والارتكاز على ثقافة وطنية تربط كل من يعيش في هذه البلد الطيبة بالأرض التي يعيش
عليها. ومن هذا المنطلق أعجبني الوسم #المجالس_مدارس، فيها يتعلم الإبن علوم الرجال ومكارم الأخلاق من
احترام الكبير وأدب الحوار وكرم الضيافة وحسن الاستقبال.
إن أسرتي حرصت على خلق بيئة داعمة
تحفزنا على النجاح وتفتخر بإنجازاتنا الشخصية وتحثّنا على استمرار البذل والعطاء وأنه لا حدود للطموح والأحلام. هم
لي سنداً في القوة قبل الضعف. علمتني إحترام الكبير منذ الصغر، والضعيف وأنا في
أوج قوتي. علّمتني الاعتراف بالخطأ عندما أكن مخطأً، وأن لا أستسلم من أول محاولة.
معاهم أدركت أن سعادتي وقناعاتي ومصيري بيدي، وعليّ ان أتحلى بالشجاعة والحكمة في
تغيير حاضري ومستقبلي. وأن أهم الاستثمارات التي يمكنني أن أعملها في حياتي هي استثماري في نفسي، أحدد أهدافي، أخطط لها جيداً، وأسعى إلى تحقيقها. تعلّمت أن لا أستصغر دوري كفرد في العائلة في العمل أو
المجتمع، وأن امتلك قناعة قوية تجعلني أرفض مقارنة نفسي بأحد. فأنا امرأة وابنة
وأخت وزوجة وأم، مهما اختلفت الأدوار، خُلقتُ لتحقيق هدف ما في هذه الحياة مهما
صغر هذا الدور أو كبر. رفعت سقف طموحاتي إلى أكثر ما استطيع، وخفضّت سقف توقعاتي إلى أقل ما استطيع.
أخر
البيالة: الرغبة هي نقطة البداية لكل إنجاز عظيم، إبحث دائماً عن
رغبتك الحقيقية وإفعل الأمور التي تحب فعلها حقاً. قف على ناصية الحلم وقاتل، فالطريقة
الوحيدة لتحقيق أشياء عظيمة هي أن تحب ما تفعله. كن كالرياح في تشكيل مستقبلك وكن
كالجبال في علو همّتك.