Thursday, September 19, 2019

١١٠ كوب للكرك – ١١٠ سبب للسعادة


١١٠ كوب بأحجام وأشكال مختلفة تزيّن أرفف خزانة في منزلي. أكواب في جعبتها ذكريات، يفوح عبقها مع كل رشفة كرك. أكواب في أدق تفاصيلها وألوانها حكاية، تسردها جمعة أصدقاء على أريكة في زاوية حديقتي في يوم ربيعي مشمس. فليس هناك ماهو أجمل وأمتع من كوب من الكرك الدافيء في الصباح يعطيك الدافع لقضاء يوم مثمر، ويمنحك الفرصة لأن يكون هذا اليوم أجمل أيام حياتك، والاستمتاع بالأشياء الصغيرة البسيطة في كل ما تفعله.

"رواية القصة، مثل كل شيء في هذه الحياة تقريبًا، دائمًا أسهل من خلال فنجان من الشاي." - الكسندر مكول سميث.

فمن المسرّات التي أتطلع لها دوماً في السفر شراء أكواب الشاي، كوب يعبّر عن ثقافة أو معلم البلد الذي زرته، أو كوب لشخصية كرتونية أو لمسلسل أو فيلم أستمتعت بمتابعته، كوب يذكّرني بتلك الرحلة التي اتخذتها أو الناس الذين ألتقيت بهم أو شعور أحببته عندما شاهدت هذا الكوب. وخصّصت لهذه الأكواب ال 110 خزانة في المطبخ. ومن عادتي كل صباح أن ألتقي مع أحد هذه الأكواب لشرب الكرك على وجبة الإفطار، أو عندما أجلس في حديقة المنزل في فصل الشتاء لقراءة كتاب أو كتابة مقال على تغريدة عصافير الصباح أو أنغام موسيقى هادئة أو صوت فيروز. إنه المزيج المثالي لوقت أقضيه مع نفسي أرتب فيه أولوياتي وأفكاري. أو الوقت الذي أقضيه بصحبة من أحب. فللصباح حكاية تخبرنا أن الأماني مهما تأجلت، سيأتي فجرها لتشرق.
"يجب قضاء أيام ممطرة في المنزل مع كوب من الشاي وكتاب جيد." - بيل واترسون.


سواء كنت من عشّاق الشاي أو القهوة، هناك طقوس تحب أن تتبعها في إعدادك لهذا الكوب. قد تكون من أولئك الذين جعلوا في المنزل ركناً خاصاً لإعداد القهوة يحوي على ألة صنع القهوة وأريكة وتلفاز أو راديو وخزانة أرفف تحوي على مجموعة كتب ومجلات وأكواب القهوة ونباتات الزينة، وقد يكون هذا الركن ذا إطلالة جميلة. أو تكون من أولئك الذين يلتقون بأصحابهم في مطعم أو محل القهوة لقضاء وقت ممتع في الدردشة والنقاش. "القهوة ذكريات من شربوها معنا في مكانٍ ما مشبعٍ بالحنين" - محمود درويش
مع كوبي، أشعر بالامتنان يومياً لليالي التي تحولت إلى صباح، والأصدقاء الذين أعدّهم أخوة، وأحلام تحققت. والأهم من ذلك، أنا ممتنة لكوبي اليوم وكل يوم. فأكرموا أنفسكم ومن تُحبون بكلماتٍ جميلة وأفعالٍ أجمل، أرواحنا خُلقت لفترة من الزمن وسترحل.

"تحية للقلوب المبكرة التي ترى في النور وجوه الأصدقاء .. التي تؤمن أن السعادة في كوب قهوة وابتسامة صديق"

شعر محمود درويش في القهوة:
القهوة لا تُشرب على عجل
القهوة أخت الوقت، تُحتسى على مهل وتُصنع على مهل
القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة البُني
القهوة تأملٌ وتغلغل في النفس والذكريات
القهوة هي هذا الصمت الصباحي الباكر المتأني
القهوة هي مفتاح النهار وأوله

عندما يصبح الشاي أو القهوة من طقوسنا اليومية، فإنه يأخذ مكانه في قلب قدرتنا على رؤية العظمة والروعة في الأشياء الصغيرة واللحظات الثمينة. فأحياناً لا نقدر قيمة اللحظة الحقيقية في حياتنا إلا عندما تصبح ذكرى، فلنجعلها ذكرى تستحق مع كوب من الشاي. يجعلنا نتحلى بالشجاعة والقوة لمواجهة المصاعب، فكل صراع واجهناه شكل شخصيتنا وجعلنا ما نحن عليه اليوم. فالمصاعب عبارة عن فرص تجبرنا على البحث عن مركز ثقل أو جاذبية جديد، فلنغتنمها في البحث عن طريقة جديدة للوقوف. ولأن الحياة جميلة، أعطوها حقها من التفاؤل كي تعطيكم حقكم من السعادة.   

"هناك شيء في طبيعة الشاي يقودنا إلى عالم من التأمل الهادئ للحياة." - لين يوتانج

أخر البيالة: إذا أضفت سكرًا دون تحريكه في كوب شاي مُر فلن يطيب مذاقه. الحياة هي كوب الشاي، وقدراتك هي السكر إن لم تحركها بنفسك فلن تتذوق حلاوة النجاحإذا أضفت سكرًا دون تحريكه في كوب شاي مُر فلن يطيب مذاقه. الحياة هي كوب الشاي، وقدراتك هي السكر إن لم تحركها بنفسك فلن تتذوق حلاوة النجاحإذا أضفت سكرًا دون تحريكه في كوب شاي مُر فلن يطيب مذاقه. الحياة هي كوب الشاي، وقدراتك هي السكر إن لم تحركها بنفسك فلن تتذوق حلاوة النجاحإذا أضفت سكرًا دون تحريكه في كوب شاي مُر فلن يطيب مذاقه. الحياة هي كوب الشاي، وقدراتك هي السكر إن لم تحركها بنفسك فلن تتذوق حلاوة النجاحإذا أضفت سكرًا دون تحريكه في كوب شاي مُر فلن يطيب مذاقه. الحياة هي كوب الشاي، وقدراتك هي السكر إن لم تحركها بنفسك فلن تتذوق حلاوة النجاح الحياة مثل كوب الشاي، كل شيء في كيفية صنعه. إذا أضفت سكرًا في كوب شاي مُر دون تحريكه فلن يطيب مذاقه. فالحياة هي كوب الشاي وقدراتك هي السكر، إن لم تحركها بنفسك فلن تتذوق حلاوة النجاح. 



Thursday, September 5, 2019

اكتشف العالم – فالحياة قصيرة



ستجد دائماً سبباً للسعادة عندما تمتلك روحاً جميلة، وعندما تمتلك نفساً راضية سترضى ولو بالقليل، هكذا هي القناعة فقط تأمل حياتك واقنع بما رزقت. عش حياتك فخوراً بنفسك، قوياً لأجلك، قنوعاً بقلبك. فالحياة لن تكون دائماً كما تريد.
جاءت العطلة الصيفية بعد شهور طويلة من الجد والاجتهاد وضغوط الحياة اليومية. فقررت السفر مع العائلة لكسر الروتين والترويح عن النفس والتجديد في العلاقات الأسرية. نعم لقد لبت إجازة تطلعات واحتياجات جميع أفراد العائلة باختلاف أعمارهم. فكم كانت رائعة! قضيناها في الراحة والاستجمام في ربوع المتنزهات والمناظر الطبيعيّة، وزيارة الأماكن الترفيهية والمعالم السياحية الشهيرة، وتجربة مأكولات مختلفة والقيام بأنشطة وفعاليات مفيدة وممتعة.
أعجبني قول الإمام الشافعي: "تغرّب عن الأوطانِ في طلبِ العُلا، وسافر ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ، تفرجُ همٍ، واكتسابُ معيشةٍ، وعلمٌ، وأدابٌ، وصحبةُ ماجد". سافر حيث شئت لوحدك أو مع من تحب، سترى أشياء كثيرة في العالم تغنيك علماً ومعرفة، وستفتح أمامك آفاقاً ابداعية لم تكن تخطر لك على بال، وستكشف لك مشاعر وأحاسيس دفينة لم تعلم بوجودها، وستمنحك طاقة إيجابية ونشاط لتعود ونزاول حياتك اليومية. وحيث أن فائدة السفر من بلدٍ إلى أخر لا تكتمل إلا إذا صاحبها انتقال النفس من شعورٍ إلى شعور أفضل، فإذا سافر معك الهم فأنت لم تسافر. فالحياة قصيرة والعالم واسع جداً، فكلما بدأت في اكتشافه أسرع كلما كان أفضل.أنت جزء ضئيل جدًا من هذا العالم، لكن العوالم التي بداخلك أكبر بكثير من هذا العالم

فالسفر ليس مجرد مشاهدة المعالم السياحية الشهيرة أو الاستجمام على شواطئ البحار والتمتع بمشاهدة مناظر طبيعية أو رحلة تسوق. إنه رحلة تقوم بها داخل نفسك، تهدف من خلالها إلى تجديد أو تغيير رؤيتك للحياة. إنه كسرٌ للروتين اليومي والتفاؤل لحياة أفضل. وإيجاد اهتمامات ومواهب وخبرات جديدة تُضاف إلى شخصيتك، يعلمك الاستقلالية في الاعتماد على النفس ويوطد علاقتك مع أسرتك وأصدقائك. "السفر يجعلُ من المرء شخصًا متواضِعاً، حيث تُدرِك كَم ضئيل المكان الذي تشغله من العالمِ". جوستاف فلوبير. فالحياة ليست بحثاً عن الذات، ولكنها رحلة لصنع الذات. اخلق من نفسك شيئاً يصعب تقليده.
فكل تذكرة سفر ماهي إلا ورقة يانصيب، تشتريها ولا تدري ماذا باعك القدر، حيث يمكن لرحلة أن تُثري حياتك، وتفتح لك الأبواب أو توصدها. تمدّك بالشّجاعة اللازمة للمغامرة والاختلاط مع شعوب ولغات مختلفة واكتشاف ثقافات جديدة. وتستخرجُ الإبداع الذي بداخلك مما يؤثِّر إيجاباً في شخصيّتك وعلاقتك مع أهلك وأصحابك وعطاءك لبلدك ومستقبلك. إن أعظم متعة تجنيها من السَّفر أنك تصبح قادراً على تجربة أشيائك اليومية كما لو أنك تجرِّبها للمرة الأولى بمنظور مختلف، تغامر في تجربة أشياء جديدة لم تفكر بتجربتها من قبل لتدخل في نفسك البهجة من أبسط تفاصيلها.
"متِّع ناظريك بما هو مدهش، وعِش حياتك كما لو كنت ستسقط ميتاً خلال 10 ثوانٍ. شاهد العالم، فهو أروع من أي شيءٍ رائع يُصنع أو يُدفع من أجل تصنيعه في المصانع.” راي برادبري


 
أخر البيالة: عندما نعيش لنسعد الآخرين، يرزقنا الله بآخرين ليسعدونا، فابحث عن العطاء لا الأخذ، فكلما أعطيت كلما أخذت دون أن تطلب. كن شيئاً جميلاً تأتي بعد ذكراه أجمل ابتسامه. فليس هناك أجمل من يخبرك أحدهم بأنك أحد أسباب سعادته.


مقالات ذات الصلة:

إجازة مفسدة- بقلم عبدرالحمن العبيدلي