جميعنا يتطلع إلى قضاء إجازته في الراحة والاستجمام والترفيه عن النفس بما يتناسب مع قدرته المادية سواء بنفسه أو مع أهله أو أصدقائه. حيث أن كثيراً منا كان يفضل قضاء إجازته خارج الدولة لعدة أسباب ومنها المناخ خصوصاً في فصل الصيف، غلاء أسعار المرافق السياحية والفعاليات الترفيهية، الزحمة بسبب عدم ملائمة القدرة الاستيعابية للموقع مع طبيعة الفعالية المقامة، أو أن السياحة المحلية لا ترتقي إلى المستوى الذي يجعلنا نتطلع لأن نقضي إجازتنا في الدولة مقارنة مع السياحة في الخارج.
ومع رفع القيود التدريجية، سيتسنى لنا الآن ممارسة أنشطتنا اليومية والترفيهية وأهمها الاستجمام والاسترخاء بجوار شاطئ البحر وبرك السباحة وممارسة الرياضة في الأندية والحدائق العامة، إضافة إلى الاستمتاع بعروض الفنادق والمطاعم والمجمعات التجارية وغيرها.
ومن الملاحظ سعي المجلس الوطني للسياحة المتواضع في تطوير القطاع السياحي واستقطاب المستثمرين لتعزيز من تنوع المنتجات السياحية لتلائم جميع أفراد المجتمع وتناسب جميع الأذواق، سواء كانت هذه المنتجات دائمة أو موسمية وتوزيعها على جميع مناطق الدولة.
ولعل أحدث هذه المرافق: المنتجعات السياحية والصحية التي تعد ملاذًا منعزلاً مليئاً بوسائل الترفيه لتكون وجهة للرفاهية والاستجمام وبيئة مفعمة بالاسترخاء والاستمتاع بالخدمات التي تقدمها كالمطاعم المتميزة والنوادي الصحية ومراكز للياقة البدنية والرياضات البحرية والنشاطات الرياضية، وحمامات السباحة الخاصة والعامة وبعضها لديه واجهة بحرية وشاطئ خاص. كمنتجع سلوى الذي افتتح جزئياً مؤخراً في جنوب الدولة، ومنتجع زلال الذي سيتم افتتاحه قريباً شمال الدولة، ومن قبلهم منتجع المسيلة وجزيرة البنانا ومنتجع سميسمة وغيرها.
لكن الملاحظ على الرغم من وجود عدد جيد من هذه المنتجعات وعدد لا يحصى من الاستراحات، إلا أن سعر الليلة الواحدة فيها مبالغ فيها وغير مبرر ولا يتناسب مع إمكانيات الكثير من فئات المجتمع. خصوصاً في الوقت الحالي عندما تكون الخدمات والمرافق المتوفرة في هذه المنتجعات مغلقة بسبب عدم جاهزيتها أو الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا. فعندما يحجز الفرد ليلة في غرفة أو شاليه فإنه يدفع المبلغ كامل لتغيير غرفة نومه فقط دون الاستمتاع بالمرافق والخدمات الموجودة.
وإن كان القصد من توفير هذه المنتجعات لفئة معينة من المجتمع، لما لا يتم استثمار الشواطئ النائية في إقامة مشاريع سياحية ترفيهية اقتصادية لبقية فئات المجتمع. فقطر تمتلك شواطئ طويلة وجميلة إضافة إلى مواقع فائقة الجمال ومعالم متميزة ذات مقومات رائعة لم يتم استغلالها سياحياً وترفيهياً لترتقي إلى المستوى الذي يشجع المواطن والمقيم على السياحة الداخلية وعيش تجربة متكاملة فريدة من نوعها مليئة بالترفيه والتشويق والراحة والاستجمام. فمن حقنا جميعاً مواطنين ومقيمين (أفراد وأسر) أن نستمع بالمرافق الترفيهية والمنتجعات السياحية لفترات زمنية قصيرة أو طويلة دون أن تتأثر الميزانية المالية. فأنا لست ضد أن يكون هناك مستويات متفاوتة في تقديم الخدمات على أن تناسب جميع طبقات المجتمع، إلا أنني ضد التمييز والاستغلال المادي لحاجة المجتمع للترفيه والاستجمام.
فليس معنى كثرة الطلب وعدم وجود شاغر لشهور مع قلة الموجود رفع السعر وعلينا أن نتقبله. على الجهات المختصة مراجعة هذه الأسعار والعمل على تخفيضها لصالح المستهلك المحلي بالدرجة الأولى إلى جانب العمل على توفير خيارات أخرى تناسب الجميع.
أخر البيالة: ستدرك في وقت متأخر أن معظم المعارك التي خضتها لم تكن سوى أحداث هامشية أشغلتك عن الاستمتاع بحياتك الحقيقية. جدد أفكارك وأحلامك وذاتك لتتجدد نظرتك للحياة. ولا تتجاهل أن السعادة شعور شخصي يمكن أن تأتي من أشياء صغيرة ومعنوية لاتخطر على بال معظمنا! لذلك أخلق لنفسك عادات شخصية تضمن ديمومة الفرح واستمراره معك طوال العمر .. #نظرية_الفستق
No comments:
Post a Comment