Saturday, October 24, 2020

أمة محمد .. خير أمة

من هو محمد صلّى الله عليه وسلم؟


سؤالٌ بسيط لشخصية عظيمة.

إنه رسول الله المصطفى، وخاتم الأنبياء والمرسلين، شفيع الأمّة وسيّد البشر، أشرف الخلق وصاحب الخلق العظيم. بعثه الله بشرعٍ كاملٍ لم يعطه نبياً ولا رسولاً من قبله. قال تعالى في سورة الأنبياء: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).

استمرت رسالته المنسجمة مع الفطرة الإنسانية لآلاف السنين. وتجلَّت براعته في سن منهجاً حياتياً يسير على أثره كل من وصلت له دعوة الإسلام، ليصبح الدين الإسلامي اليوم أكثر الأديان السماوية انتشاراً في جميع دول العالم، ويبلغ عدد المسلمين أكثر من ملياري مسلم وهو مايعادل أكثر من ربع سكان الأرض. لتكون الأمة الإسلامية آخر الأُمم وأكرمُها على الله، كما وصفها في سورة آل عمران: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ). إن أصابهم مايحبون حمدوا وشكروا، وإن أصابهم مايكرهون احتسبوا وصبروا. 

كما يعد الرسول أعظم الشخصيّات أثرًا في تاريخ الإنسانية، جاء لتوحيد الشعوب تحت راية الإسلام، ولإقامة دولة الرأي والحقوق. وجعل أساس التعامل في العلاقات قائماً على الأخلاق، والتعامل في أمور الدولة والاقتصاد قائم على الكفاءة، وبين الأخلاق والكفاءة ظهر قادة عظماء ساروا على منهجه المستقيم ورسموا ملامح التاريخ كأبرز ملامح صدق دعوته وصلاح منهجه. 

(لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ* فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) سورة التوبة، تلك هي صورة نبينا محمد الإنسان، محمد الزوج، محمد الأب، ومحمد القائد، بمشاعره الصادقة تجاه أمته ولم تقتصر على من عاصره من المسلمين. فيضمّ المؤمنين إليه في حرصٍ كبيرٍ وخوفٍ شديدٍ من أن يمسّهم سوء، أو يعرض لهم مكروهٌ. في جوٍّ حميمٍ من الرأفة والرحمة التي تغمر القلوب وتملأ النفوس حباً وحناناً.

وتجلّت مظاهر محبّتنا له في طاعته والاهتداء بسنته، واتباعنا لأوامره وأسلوب حياته وتعبده لله، في صبره ومجاهدته وانتظار الفرج من الله عز وجل. كما قال تعالى في سورة الأحزاب: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ). 

واليوم نحن بأشد الحاجة إلى اتباع قوله تعالى في نفس السورة: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)، لنصرة حبيب الله والدفاع عنه وردّ الشبهات عن سنّته بالعديد من الوسائل، أهمها: الحرص على التحلّي بأخلاقه، ودراسة سنته والالتزام بها، والإكثار من ذكره والصلاة عليه. إيثار محبته على محبة النفس والمال والبنون، والسعي في لنشر تعاليم الإسلام والسيرة النبوية في أجل صورها. فذلك أبسط حق من حقوق الرسول علينا، حيث لا يقوم إيمان العبد بالله إلا بمحبة رسوله. 

أخر البيالة: تمتلك الشعوب أكبر قوة ضاربة لا يمكن مواجهتها أو تجاهلها، فلنتحد جميعنا لنصرة نبينا وديننا.

Wednesday, October 7, 2020

الخير فينا



الاسبوع الماضي، استمعت إلى برنامج حياة الشباب عن العمل التطوعي على إذاعة قطر. لطالما اهتممت بالعمل التطوعي منذ الصغر، وغرست هذا الحب في أبنائي. فقد كانت بدايتي في المدرسة مع جمعية الكشافة والطابور الصباحي. ثم دار الإنماء الاجتماعي في مرحلة الجامعة، وبرنامح المسئولية الاجتماعية في الشركة التي أعمل بها.

فالتطوع من أسمى أعمال الخير التي أتاحت لي ولأبنائي الفرصة لخدمة الوطن وإحداث تأثير أيجابي في المجتمع، والمساهمة في قضايا إنسانية واجتماعية وبيئية ذات قيمة. ومنحتني الفرصة لاكتساب مهارات وخبرات عديدة أهمها: تعزيز الثقة بالنفس، احترام الوقت وكيفية استغلاله، تكوين شبكة من العلاقات الاجتماعية والانسانية، والقدرة على التعامل مع مختلف فئات المجتمع في مختلف الميادين.

حيث يمثل العمل التطوعي ركيزة من الركائز الدينية والإنسانية المتأصلة في المجتمع القطري. وأصبح اليوم سمة من سمات العصر. وفرصة تتيح للشباب الانطلاق نحو تنمية شخصيتهم وتعزيز قدرتهم على الابتكار والابداع، وخلق روح التعاون والتكاتف، والمبادرة والتنافس الشريف في التعرف على احتياجات المجتمع والعمل على تلبيتها. كما يتيح لهم الفرصة للتعبير عن أرائهم وأفكارهم في القضايا العامة التي تهم المجتمع والمشاركة في اتخاذ القرارات.

وقد كرّست الدولة بمختلف مؤسساتها الخدمية والتعليمية ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع، وسعت إلى توجيه الخبرات البشرية والطاقات المادية نحو دعم التنمية المجتمع والمحافظة على تماسكه.

كما حرصت الجهات المعنية بالعمل التطوعي على توحيد وتنسيق الجهود للنهوض بالمسئولية المجتمعية في قطر. مما أدى إلى إنشاء قاعدة مركزية للبيانات التطوعية. وهذا بدوره سهّل من عملية تلبية احتياجات مؤسسات الدولة المختلفة، والتوازن في توزيع المتطوعين في المجالات والبرامج والفعاليات المختلفة حسب مهاراتهم وخبراتهم، وتقديم الدورات التدريبية والتأهيلية المناسبة لتطوير مهاراتهم.

مما نتج عنه إبداع وإخلاص المتطوعين في جميع مجالات العمل التطوعي والتي تشمل: المجال الإنساني والاجتماعي الخيري، المجال التعليمي والتربوي والتوعوي، المجال الصحي، مجال الدفاع المدني والإغاثي، المجال البيئي، والمجال الرياضي. والتنافس في إنشاء حملات ومبادرات شبابية لتنمية المجتمع والمحافظة على القيم الدينية والعادات والتقاليد.


أخر البيالة: حياتي قصيرة .. ولكل حياة بداية ونهاية .. سأزرع مابينهما بالخير قبل أن أرحل .. لأن من زرع حصد ..