تحدثت في مقالي السابق عن ماهية الأمومة ومسؤولية الأم تجاه أبنائها، وتباعاً أود أن استطرد في هذا المقال عن حقوق الطفل التي يجب أن تؤمن له من قبل الوالدين والمجتمع.
وأبدأً بدور الأسرة في توفير الجو والاستقرار الأسري الملائم لتنشأة الطفل من خلال تربية سليمة معافاة من الناحية البدنية والنفسية، وتقديم الرعاية المادية والمعنوية والأمن اللازم ليعيش من خلالها طفولة طبيعية. بالإضافة إلى حق الترفيه واللعب والتي تهدف إلى تنمية مداركه الحسية والعقلية والجسدية.
ونظراً للطفرة النفطية والتكنولوجية التي شهدها العالم وارتفاع تكاليف المعيشة، خرج الوالدين للعمل واستعانوا بالخدم لتقديم المعونة في تربية الأبناء والأعمال المنزلية. غير أن خدم اليوم يختلفون عن خدم الأمس والذين كانوا جزءاً من الأسرة، عاشوا في البيت عمراً وربوا أجيالاً. إلا أن الزمن تغير، وجاءت أفواج تريد الربح السريع والعمل اليسير، أصبحوا غير صبورين ولا يستحملون العصبية والتأنيب وشقاوة الأطفال، مما أدى إلى هروبهم ووارتكابهم للجرائم ضد مكفوليهم.
مما أدى إلى استعانة الأم بالحضانة والتي تعد بيئة بديلة للمنزل في ظل غيابها، إلا أن أفضلها أغلاها خصوصاً وأن وزارة الشؤون الاجتماعية قد وضعت معايير للارتقاء بدور الحضانات ليتناسب مع احتياجات الطفل ومصلحته وتعزيز أمنه وسلامته، وتوعية أصحاب الحضانات بأهمية هذه المعايير وألية تنفيذها.
إلا أن وجود الحضانة أو الخادمة لا يعني تخلي الوالدين عن مسؤوليتهم في تربية وتنشئة ورعاية أبنائهم وتلبية احتياجاتهم وتعزيز شخصيتهم وطموحاتهم وقضاء الوقت معهم وتوفير العيش الكريم والمنزل السعيد المريح الأمن لهم.
وقد قامت وزارة الداخلية مشكورة بإطلاق الحملة الوطنية التثقيفية (البيت الآمن) وبالتعاون مع المجلس البلدي المركزي. تهدف الحملة إلى نشر الوعي والثقافة بالأمن وسلامة الأسرة والمحافظة على الثروة البشرية بين المواطنين والمقيمين عن طريق وضع خطة استراتيجية تتضمن برامج إعلامية ووسائل تعليمية عن كيفية الحفاظ على المنزل أمناً من الحوادث والمشاكل.
كما تتضمن مسؤولية الوالدين تقديم الرعاية الطبية للطفل ومرافقته إلى المستشفى أو المركز. حين أن الوالدين الأعلم بحالته والأقدر على شرحها للأطباء، فالخدمات الصحية الشاملة باتت تقدم في جميع الأوقات، وبذلك يمكن للوالدين العاملين مرافقة طفلهم في أي وقت ومقابلة الطبيب المختص لتقييم الحالة الصحية وتقديم الخدمة دون أن يكون هناك أي مبرر في إرسال الطفل مع الخادمة. فقد أنشأت الدولة العديد من المستشفيات العامة والخاصة والمراكز الصحية التي تغطي معظم المناطق وتقدم خدمة صحية عالية الجودة وتسعى إلى تطوير هذا القطاع وتدريب العاملين فيه على أحدث ماتطور به علم الطب والصحة والوقاية.
ويقع نظام التعليم من ضمن مسؤولية المجتمع والوالدين، فعلى المجتمع توفير التعليم بجميع مراحله وتخصصاته وتوفير الكادر التعليمي المؤهل، وعلى الوالدين اختيار ماهو الأنسب والأفضل لأبنائهم، ومتابعة مستواهم وتحصيلهم التعليمي وحثهم على بذل أفضل مالديهم وعدم الخشية من الفشل وخوض التجربة.
ولا يخفى علينا الدور الرائد الذي تقوم به المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة والتي تعمل على خلق بيئة إيجابية ترعى التميز والتنمية المستدامة وتوفير الحماية الشاملة للطفل والمرأة عن طريق سن القوانين وإقامة الندوات والحملات المختلفة، أخرها مسابقة تصويرية في المدارس المستقلة بعنوان (من العنف احميني) والذي يسلط الضوء على حق الطفل في التعليم وبوجهة نظر الطفل نفسه، وهي سابقة متميزة من قبل المؤسسة.
أخر البيالة: أن الأسرة أساس المجتمع، وصلاحها يعني صلاح المجتمع. لذا فمن المهم أن يقوم المجتمع بحفظ وصيانة حقوق الأسرة لتقوم بدورها في تنمية المجتمع واستمراريته.
معايير التقييم ترفع رسوم الحضانات
صحيفة العرب القطرية - :: أمهات: فتح حضانات في أماكن العمل يحقق الأمان للأطفال ويقيهم شرور الخادمات
لا ترسم على الحائط للدكتور جاسم المطوع
معايير التقييم ترفع رسوم الحضانات
صحيفة العرب القطرية - :: أمهات: فتح حضانات في أماكن العمل يحقق الأمان للأطفال ويقيهم شرور الخادمات
لا ترسم على الحائط للدكتور جاسم المطوع