أكتب مقالتي هذه بعد انقضاء عطلة الربيع ومايفصلنا عن إجازة الصيف غير شهور قليلة. الإجازة التي نتطلع إلى استغلالها في الراحة والاستجمام والترفيه عن النفس بما يتناسب مع القدرة المادية لكل منا. حيث أن كثيراً منا يسافر للخارج لأن السياحة المحلية لا ترتقي إلى المستوى الذي يجعلنا نتطلع لأن نقضي إجازتنا في الدولة. فالتركيز على بناء الفنادق الفخمة والمطاعم والمجمعات التجارية لا يعد سياحة حقيقية إنما رافداً من روافد صناعة السياحة. فنحن بحاجة إلى التنوع في المرافق والفعاليات السياحية لتشمل جميع أنواع السياحة الثقافية والترفيهية والرياضية وغيرها، سواء كانت دائمة أوموسمية وتلبي جميع الأذواق والمستويات.
وأود من الجهات الحكومية والقطاع الخاص التعاون في تطوير المرافق والفعاليات السياحية الموجودة وتنميتها واستحداث الجديد منها، مما يسهم في دفع عجلة تطور السياحة وتكريس موقع قطر على الخريطة العالمية وجعلها مقصداً سياحياً جذاباً للمواطنين والسياح. كما أن توظيف قطريين في مجال الفندقة والسياحة سيشكل طفرة نوعية كبيرة، وسيحد من البطالة واستقدام العمالة الوافدة، فما هو أفضل من تقطير واجهة قطر السياحية.
بدايةً أود أن أتحدث عن أهم المرافق السياحية في قطر: كورنيش الدوحة والحدائق العامة والمحميات الطبيعية، وفي مقدمتها حديقة أسباير وحديقة المتحف الإسلامي وحديقة ارميلة وحديقة دحل الحمام ومحمية المها. فهذه المرافق تعد المتنفس الترفيهي والرياضي الأول للقطريين والمقيمين على مدار العام وخصوصاً في الشتاء وعطل نهاية الأسبوع.
ويعتبر الحي الثقافي (كتارا) بشواطئه الخلابة وساحته العملاقة واجهة ثقافية وسياحية وترفيهية جديدة تحتوي على مسارح وقاعات الاحتفالات الموسيقية ومراكز ثقافية متطوّرة، تهدف إلى الريادة في مجال النشاطات والفعاليات الثقافية والتراثية والفنية، بالإضافة إلى المقاه والمطاعم الفخمة.
كما تسعى دولتنا الحبيبة إلى أن تكون من رواد عالم المتاحف والفنون والتراث، وذلك عن طريق بناء قطاع حيوي للمتاحف والتراث والفنون وطرح سياسات وطنية لتطويره وتعزيزه وحماية المواقع الأثرية والتراثية (أهمها قلعة الزبارة، برج برزان، قلعة الكوت، قلعة أم صلال محمد، قلعة الوجبة) وتنمية وعرض مقتنياتها على حسب المعايير العالمية. وتضم هيئة المتاحف على عدد من المتاحف أهمها متحف قطر الوطني، متحف الفن الإسلامي، المتحف العربي للفن الحديث، متحف السلاح، متحف الخور. وتحظى المتاحف على إهتمام إعلامي كبير لما تقيمه من معارض فنية وأثرية وثقافية محلية وعالمية.
ويحظى سوق واقف بشعبية كبيرة من قبل المواطنين والمقيمين والسياح بمختلف فئاتهم وأعمارهم وأذواقهم. فهو يمثل هوية البلد وتراثها، متنوع في الخدمات والمرافق والفعاليات خصوصاً في فصل الشتاء، و قد حرصت إدارة السوق على استضافة فعاليات متجددة تتناسب مع مكانة السوق في نفوس زواره والحرص على توزيع مواقع وأوقات إقامة هذه الفعاليات مما يعود بالفائدة المرجوة منها والتقليل من الازدحام.
كما تعتبر الحديقة المائية (أكوا بارك) إضافة جديدة للسياحة الترفيهية في قطر. وقد حظيت الحديقة على اقبال غير مسبوق به، وتسعى إلى خدمة جميع أفراد العائلة بمختلف فئاتهم العمرية والترفيه عنهم.
وقد حظي مشروع اللؤلؤة، والذي لا يزال تحت قيد الإنشاء، على اهتمام فئة معينة من الجمهور لما يحتويه من مرافق ومحلات تجارية فخمة ومقاه ومطاعم راقية وفريدة من نوعها.
أما سيلين وخور العديد والغارية فتحتوي على منتجعات سياحية ومناطق شاسعة مناسبة للتخييم وتوفر خدمات وفعاليات تناسب جميع أفراد العائلة.
ولقد حرصت دولة قطر على استضافة المعارض والمهرجانات والفعاليات الدينية والثقافية والفنية والتجارية والترفيهية والغنائية والرياضية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: المعرض التجاري، معرض الكتاب، مهرجان ربيع سوق واقف، ، معرض المجوهرات والساعات، معرض هي للعبايات، مهرجان الأغنية، معرض السيارات، مهرجان قطر البحري، بطولة التنس والاسكواش، بطولة الغولف، سباقات الهجن والفروسية، وسباقات السيارات والدراجات بالإضافة إلى المؤتمرات السياسية والدينية والإقتصادية والطبية. كما تسعى إلى تطوير وتنظيم هذه المعارض والمهرجانات والمؤتمرات ليتناسب مع تطلعات وأذواق الجمهور.
وبعد سرد أهم المرافق السياحية في قطر، أود أن أختم المقال بالسلبيات والانتقادات التي تفقد هذه المرافق والفعاليات رونقها وفائدتها، وعلى رأس هذه السلبيات:
· قلة المواقف والازدحام في مداخل ومخارج المرافق السياحية وعدم التنظيم المروري بما يتناسب مع حجم الفعالية المقامة وحجم الإقبال عليها.
· افتقار المرافق السياحية إلى العديد من الخدمات والمرافق الأساسية مثل المصليات ودورات المياه والكفتريات وبرادات المياه، وعدم صيانة الموجود منها منذ إنشائها، كما أن بعضها يفتقر إلى أدنى مستويات الأمن والسلامة والنظافة الدورية، وبعضها غير مؤهل لاستقطاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
· الافتقار إلى الترويج الإعلامي المحلي والعالمي، وعدم توفر لوحات توضيحية وخرائط إرشادية وكتيبات إعلامية. فالحي الثقافي ومشروع اللؤلؤة وسوق واقف ماهم إلا دهاليز من دون هذه اللوحات والخرائط الإرشادية.
· عدم كفاءة العاملين في هذه المرافق وافتقارهم للخبرة والكفاءة، بالإضافة إلى عدم الإلتزام بالنظافة وتدابير الأمن والسلامة مما أدى إلى وقوع الكثير من الحوادث.
· غلاء أسعار المرافق السياحية والألعاب الترفيهية بالرغم من قلتها، بالإضافة إلى انتشار الشيشة في بعض هذه المرافق بشكل يفسد على روادها فرصة الاستمتاع بروعة المكان.
· سوء توقيت استضافة بعض الفعاليات، فنرى تكدس عدد من الفعاليات في وقت ومكان واحد مما يفسد على الكثير متعة الحضور والاستمتاع. فعند تنظيم هذه الفعاليات يجب توزيعها على جميع مناطق الدولة مما يخلق نوعاً من التجديد والتنويع والتنافس ويخفف الزحام عن الدوحة.
· الاستعمار الشبابي لبعض المرافق السياحية ممايعيق الكثير من العائلات من الاستمتاع بها. للجميع الحق في الانتفاع من خدمات هذه المرافق لكن ليس بالطريقة التي يجعلها مقتصرة على فئة معينة دون غيرها.
· وأخيراً عدم إلمام سائقي كروة بمناطق الدولة ومرافقها السياحية بالإضافة إلى اسلوبهم غير الحضاري في التعامل مع الناس وردائة سواقتهم.
جريدة الراية - المرافق السياحية في الدولة
تحقيقات الشرق: 49 % يفضلون قضاء اجازاتهم بالخارج
تحقيق الشرق حول أنشطة هيئة السياحة
No comments:
Post a Comment