Saturday, March 17, 2012

من أجل عالم أفضل





يصادف في شهر مارس اليوم العالمي للمرأة ويوم الأم. حيث يتم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس من خلال إبراز الانجازات التي تحققها في جميع مجالات الحياة، ومواصلة الجهود المبذولة لمنع أشكال العنف التي تمس حياتها وكرامتها، وتذليل العقبات التي تواجه مسيرة تحقيق مطالبها وتلبية احتياجاتها.
ويأتي الاحتفال الوطني هذا العام تحت شعار "تنوير عقل المرأة، تمكين قلب المرأة، من أجل عالم أفضل"، لنحتفل بكل ما حققناه وأنجزناه على مدى الأزمان، ولما نتطلع أن ننجزه في الحاضر والمستقبل. لنسمع أصواتنا ونطالب بحقوقنا ولنقم بواجباتنا من أجل إحداث تغيير إيجابي لأنفسنا ومجتمعنا.
ونظراً لكل ماعملته وضحت به المرأة كأنثى وزوجة وعاملة وأم، فقد كرمها رب العالمين بجعل الجنة تحت أقدامها، فمن أراد النجاح والفلاح في الدنيا فلينل رضاها. وكرمتها الإنسانية في  تخصيص يوم 21 مارس، يوم يتم التعبير فيه عن الحب والتقدير الذي تستحقه. وما يحمل في طيات الاحتفال بهذا اليوم مابين مؤيد ومعارض.
وعلى المرأة أَن تعي أَن مسئوليتها كأم عن حضانة طفلها ساعة الحمل به جنيناً في رحمها وليس ساعة ولادته طفلاً، وذلك عن طريق توفيرها كل سبل الأمان والسكينة والصحة والعافية لجنينها والابتعاد عن مايؤثر عليه بالسلب. وأن إِرضاعها لطفلها رضاعه طبيعية لن توفر له فقط كل العناصر الغذائية اللازمة لنموه نمواً صحياً، بل ستكسبه السكينة والأمان والطمأنينة وتنشأ بينه وبينها علاقة وطيدة ملئها الحب والألفة والسعادة. فالرضاعة الطبيعية مكسب صحي ونفسي للأم والطفل معاً.
وأخيراً تأت مسؤولية الاحتضان والتربية، ويقصد بهما الاحتواء والوجود النفسي اللذان يشبعان احتياجات الطفل بالدفء والحنان والحماية والتواصل وتعزيز الثقة بالنفس. فعلى الأم أن تكون الحضن الدافئ والأذن الصاغية واللسان المشجع والعين الساهرة على الراحة والأمان، واليد الحامية والحاملة وقت العثرات.
وبما أن الأسرة أساس المجتمع، فقد سعت الدولة لسن القوانين والتشريعات التي تضمن حماية واستقرار الأسرة، ومن ضمنها إجازة الأمومة وساعة الرضاعة، حيث تم تحديد فترة إجازة الأمومة بستين يوماً وبأجر كامل دون أن يؤثرعلى إجازتها السنوية، وساعتين رضاعة لمدة سنة من انتهاء إجازة الوضع. إلا أن العديد من الأمهات العاملات طالبن بإعادة النظر فيها باعتبارها غير كافية.
ولا يخفى علينا مالإجازة الأمومة من آثارعلى الأم والطفل، فكما أوضحنا سابقاً، من مسؤولية الأم تقديم خدمات متكاملة للطفل من رعاية واهتمام نظراً لحساسية وأهمية مرحلة الطفولة وتأثيرها على حياة الطفل. فاحترام الأمومة والتعامل معها بثقافة ووعي وإيجاد آلية لتعديل القانون بشكل يعطي الموظفة حقها في رعاية طفلها، سيعود بظلاله الإيجابية على المجتمع، لاسيما أننا نعيش في بلد يحتاج إلى زيادة سكانه، وأن تحديد هذه الإجازة بستين يوماً يجعل العديد من الموظفات إلى تأجيل موضوع الزواج والإنجاب أو توكيل تربية الطفل لشخص أخر.
فالمقترح أن يتم المطالبة بإجازة أمومة طويلة جزء منها براتب كامل والباقي بجزء من الراتب دون أن يؤثر ذلك على عملها، بالإضافة إلى منح أحد الأبوين علاوة للطفل أسوة بالدول المجاورة. هذا إلى جانب إنشاء حضانات أطفال في مكان العمل مما يعطي الأم دافعًا قوياً للاستمرار في العمل والعطاء وبجودة عالية، وذلك لتأكدها من وجود طفلها في مكان آمن وقريب يسمح لها بالاطمئنان عليه.
فكم هي رائعة الأنثى: في طفولتها تفتح لوالديها باباً في الجنة، وفي شبابها تكمل دين زوجها، وفي أمومتها تكون الجنة تحت أقدامها.

2 comments:

  1. Amazing article.. In order to be fair to ALL working moms! A study of other maternity leaves and laws around the world should be done, and THE best one adopted to our beloved country, since we strive for the BEST always under the patronage of our generous Amir.

    ReplyDelete
  2. صبحكم الله بالخير مقال اليوم ( لو كنت مسؤولاً عن الأسرة ) ‎http://www.alarab.qa/details.php?is … مع تحياتي للجميع
    مقال رائع لأخ فيصل المرزوقي

    ReplyDelete