Wednesday, December 6, 2017

اكتشف قطر – اكتشف نفسك (قلعة الكوت)


أعرفكم عن نفسي، إسمي عائشة العالي، زوجة وأم لثلاثة أبناء، غلا وشيخة وعلي. وجود عائلتي وأصدقائي في حياتي يعطيني سبباً لعيش يوماً جديداً مشرقاً، لابتسم واكتسب طاقة إيجابية لأنتج أفضل لبلدي، أنتظر صباحاً جديداً كل يوم لأعيش مع أبنائي طفولة أخرى، حيث أن لكل إبنٍ منهم القدرة على إضافة نكهة من المتعة والمرح بلمسة خاصة تميّزه عن الأخر. وبالرغم من أن قضاء الوقت معهم ومحادثتهم يحتاج إلى الصبر وضبط النفس في بعض الأحيان إلى أنه يسهم في تغيير المزاج وإسعاد النفس وتطوير الذات واكتساب مهارات وأفكار جديدة.

ولا يخفى على الجميع كم هو صعب أن نوفق بين متطلبات الحياة وقضاء الوقت مع الأسرة والاستمتاع به. فنحرص أن يكون هذا الوقت ذا جودة، يجمع بين التربية والتعليم والترفيه والاستجمام، حيث أن الجمع بين هذه العناصر من أهم الوسائل التربوية للطفل.

في ظل النهضة العمرانية الشاملة والواسعة التي تشهدها الدوحة، لا تزال المعالم الأثرية القطرية محافظة على وجودها تقاوم ببسالة رياح التطور والتغيير. فدولة قطر تزخر بتراث معماري عريق يعكس جانباً من تاريخها الحضاري، ونال هذا التراث اهتماماً من الدولة، فأنشأت هيئة متاحف قطر والتي بدورها وضعت خططاً تنموية لترميم وتطوير عدد من القلاع والحصون التاريخية المنتشرة في مختلف أنحاء قطر وحمايتها من تأثير العوامل الطبيعية وإدراجها ضمن السياحة الثقافية والتاريخية.

فذات سبتٍ مشمسٍ بارد، عزمت إبنتي غلا على الذهاب لرحلة للتعرف على قلعة الكوت أو ماتُعرف أيضاً بقلعة الدوحة، كجزء من مادة التراث القطري. فقضينا يوماً عائلياً ممتعاً في زيارة القلعة وسوق واقف. تعد من القلاع العسكرية القليلة المتبقية في مدينة الدوحة، وتقع على امتداد شارع جاسم بن محمد وغرب سوق واقف، مربعة الشكل مع ثلاثة أبراج دائرية وبرج مستطيل وأسوار بفتحات مزاغل مبنية على الطراز القطري. وللأسف كانت القلعة مغلقة ومهجورة دون سبب يذكر. كم تمنينا دخول القلعة والتعرف على تاريخها العريق وكيفية تطورها عبر الزمن. يجب تفعيل دور جميع القلاع الآثرية مثل ماقامت به هيئة المتاحف بقلعة الزبارة.
فحسب الروايات التي يتم تناقلها فقد بنيت القلعة عام 1880م، ويرجع استخدامها إلى عام 1906م، في عهد الحاكم الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني. اتخذت كمعسكر الأتراك لموقعها الاستراتيجي على مرتفع يطل على كل شواطئ الدوحة وأحيائها.

بعد أن غادرت الحامية التركية قطر، اتخذت القلعة كمركزٍ للشرطة ومراقبة أمن منطقة السوق، ومن ثم تحولت إلى سجن عام 1970 لقربه من مختلف الإدارات في الدولة في تلك الحقبة التاريخية في قطر. وقد اشتهرت القلعة بالدنكله، وهي عبارة عن خشبة طويلة تتوسط ساحة القلعة يكبل فيها المساجين بالسلاسل من أرجلهم. كما تميزت بساحتها الواسعة المظللة والمناسبة لاستقبال السجناء وتوفير متنفس لهم لقضاء أوقات الراحة خارج الزنزانة.

ومع التوسع العمراني أشرفت وزارة الإعلام على عملية ترميم سريعة للقلعة وتحويل بابها من الشرق إلى الغرب، وألحقتها بإدارة التراث لتحولها إلى مركز فني وملتقى لكبار السن. بدأ أهل البحر بالتوافد عليها بكثرة ويلتقون بذوي الخبرة يسترجعون ذكرياتهم ويتبادلون العلوم والأخبار حول مناحي الحياة المختلفة.


ومع تنامي الدور الثقافي للقلعة وازدهارها في تلك الفترة بدأت بعض الفرق المسرحية بتقديم عروض متنوعة في ساحتها الواسعة المظللة. كما استخدمها تلفزيون قطر لتصوير عدد من الأغاني التراثية في المناسبات الوطنية. ومنذ عام 1985 تم تحويلها إلى متحف يعرض تاريخ قطر العريق ويجسّد الحياة في الماضي، مشتملاً على الحرف الشعبية ومعروضات خاصة بالبدو وحرفهم التاريخية والجبس والزخارف الخشبية ومعدات الصيد والقوارب والصور القديمة. ومن ثم تحولت إلى معرض ضخم للوحات الفنية واستقطبت الفنانين التشكيليين القطريين.

وفي ظل إعادة تنظيم المنطقة المحيطة بها وتجديد المدينة وخصوصاً سوق واقف وظهوره بحلة جديدة مكّنته من استقطاب كل الاهتمام مما يجاوره من معالم، تعرضت قلعة الكوت إلى التهميش وعزوف الفنانين التشكيليين عنها بعد افتتاح عدد من المعارض الفنية في كتارا والمتاحف. وبالرغم من أن سعي هيئة متاحف قطرإلى حماية وتعزيز المواقع الأثرية حسب أعلى المعايير العالمية من أجل تثقيف المجتمع القطري، إلا أن قلعة الكوت بموقعها الفريد بحاجة لأن تضاف إلى قائمة المشاريع الحيوية والمتعلقة بالسياحة والبرامج المعرفية والتعليمية المتنوعة الموجهة للطلاب، وتلبية إحتياجات الأسرة القطرية في تشجيع التواصل والمشاركة بين الأجيال وتقوية التقارب الأسري.


أخر البيالة: كجزء من التقارب الأسري وتقوية العلاقة بين الأبناء والوالدين، وجب الحرص على توثيق هذه الرحلات والفعاليات والقصص من خلال المناقشة والكتابة والتصوير. لا نستهين بأفكار الأطفال وخيالهم الواسع. فالخيال والاستكشاف والمناقشة سبل تعين الطفل على التعلم اكتساب المهارات وتنميتها. فلنستمع لهم ونتحاور معهم، ولنسعى إلى تحويل أفكارهم إلى واقع. فلنمضي إلى رحلة استكشافية جديدة مقترحة من قبلهم.

فمقالنا القادم برعاية شيخة إلى رحلة إقرا مع معرض الدوحة الدولي للكتاب 28.

1 comment:

  1. السلام عليكم ورحمة الله
    السيدة عائشة المحترمة
    تحية طيبة
    اعجبت بكتاباتك وطريقتك نشر مقالاتك
    هل نستطيع ان نوحد تعاونا ونتوسع في نشر المعرفة والثقافة حيث اني ادمن لصفحة قطرية
    على الفيسبوك وتويتر ويوتيوب وانستغرام
    سوف تكونين ادمن ولك مطلع صلاحية النشر
    في الرغبة يرجى الرد علي وفي حالة عدم الموافقة
    اسال الله لك التوفيق والنجاح
    فيسبوك
    https://www.facebook.com/Qatarpeoplenews/

    للتواصل
    qatarpeoplenews@gmail.com

    ReplyDelete